اعتبر حزب "التجمع الوطني الديموقراطي" الذي ترأسه حتى فترة قريبة النائب العربي سابقاً في الكنيست الإسرائيلية الدكتور عزمي بشارة، ان الصفقة التي أبرمتها النيابة الإسرائيلية العامة مع صراف مقدسي"اعترف"بموجبها الأخير بأنه نقل مئات آلاف الدولارات لبشارة جاءته من دولة عربية،"فعلة مدبرة من جهاز الاستخبارات الإسرائيلية ومحاولة لتصفية قائد ومفكر عربي"، مضيفاً أن جمع التبرعات في الخارج لدعم المؤسسات الوطنية في الداخل"هو مفخرة لكل قائد وطني". وكانت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أفادت أمس أن الصراف المقدسي ويدعى فراس عسيلة"اعترف"خلال تحقيق الاستخبارات الإسرائيلية معه أنه نقل لبشارة خلال العام الماضي ومطلع الحالي مبلغ 390 ألف دولار تلقاها من دول عربية"ما يعزز ادعاءات شاباك ان بشارة نقل لحزب الله خلال الحرب على لبنان العام الماضي معلومات عن مواقع استراتيجية في إسرائيل يمكن للحزب استهدافها بصواريخه، وذلك لقاء مبالغ مالية". وكررت الصحيفة ادعاءات أجهزة الأمن الإسرائيلية بأن بشارة تلقى مئات آلاف الدولارات لقاء نقل هذه المعلومات بواسطة محل الصرافة المقدسي"اخوان عسيلة"الذي"دبر"عملية نقل الأموال إلى بشارة مع صراف أردني. وتوصلت الاجهزة الامنية معه إلى"صفقة"تقضي ب"اعترافه بالتهم"الموجهة إلى بشارة لقاء أن تقوم هي بتخفيف لائحة الاتهام وشطب تهم خطيرة وجهت اليه ولوالده وحصرها فقط في تبييض الأموال، وبمطالبة المحكمة بعدم حبس الصراف لأكثر من أشهر، وألا تعارض طلب محاميه عدم حبسه الفعلي أبداً. وجاء في بيان أصدره"التجمع الوطني الديموقراطي"أن الحزب لم يفاجَأ بالصفقة التي دبرتها الاستخبارات الإسرائيلية ضد الدكتور بشارة. وأضاف:"أكدنا منذ بداية النشر عن قضية الدكتور عزمي بشارة أن التهم التي وجهت اليه في شأن نقل أموال وخرق ما يسمى قانون تمويل الإرهاب، تأتي في إطار صفقة عقدتها الشرطة والاستخبارات الإسرائيلية لتلفيق تهم ضد القائد والمفكر عزمي بشارة". وكرر البيان نفي الحزب هذه التهم، معتبراً ما جاء في الصحيفة الإسرائيلية"اجتراراً لأخبار سخيفة وقديمة عفا عنها الزمن". وتابع:"مع نفينا للتهم الموجهة إلى بشارة بأنه نقل أموالاً من دول عربية إلى البلاد وخرق قانون تمويل الإرهاب، فإننا لا نعتبر إدخال أموال إلى البلاد تهمة، إذ أن جمع التبرعات في الخارج لدعم المؤسسات الوطنية في الداخل هو مفخرة لكل قائد وطني... ويعلم الجميع أن الأجسام الأهلية والسياسية في البلاد تقوم بجمع تبرعات بملايين الدولارات في الخارج لتمويل نشاطاتها، ويعتبر الأمر من أهم معايير نجاحها". وأكد"التجمع"في بيانه أن قضية الدكتور بشارة"من أولها إلى آخرها وبكل تفاصيلها هي قضية ملاحقة سياسية ومحاولة لتصفية قائد ومفكر عربي وضع الدولة العبرية أمام تحديات صعبة لم تعد تحتملها، فعملت على التخلص منه عن طريق تلفيق ملف أمني خطير ضده، بعد أن فشلت في النيل منه بوسائل أخرى استعملتها ضده منذ قام بتأسيس حزب التجمع الوطني الديموقراطي وبدأ يلعب دوراً مهماً في التصدي للهيمنة الأميركية والإسرائيلية على الرأي العام الفلسطيني والعربي".