ألحت على خبيرة التجميل أن تنهي لمساتها الأخيرة بأسرع ما يمكن. اشترت حلواها المفضلة وعادت مسرعة إلى البيت خشية أن يسبقها زوجها. ملأت سلام 28 سنة وقت انتظار زوجها بتحضير عشاء مميز ثم استقبلته مرتدية فستاناً اختارته بتأنٍ. إلاّ أن"عماد"فوجئ، فهو لم ينس عيد ميلادها أو عيد مولد طفلهما، ولا ذكرى زواجهما!. استفسر عن"الأجواء الرومانسية"التي تحيط به. أخبرته أنها تود أن تضفي على يوم العطلة"نكهة مميزة"فبادرها القول: يبدو أنك تأثرت كثيراً بالأفلام التي تشاهدين!... تناول طعامه ونام بينما بقيت يده تمسك بجهاز تحكم يتنقل به من قناة فضائية إلى أخرى. "شعرتُ بالإحباط"، تقول سلام، واصفة شعورها حيال رد فعل زوجها. هي التي لا تزال منذ سنوات ثلاث، وتحديداً منذ زواجهما، تحاول أن تجعل من يوم العطلة مناسبة تجدد فيها العلاقة الحميمة مع زوجها. وتشرح:"يعمل زوجي ساعات طويلة، ويسافر خارج المدينة بداعي العمل. قلّما نجد فرصة، طفلي وأنا لرؤيته، وبالتالي أسعى إلى استغلال أيام عطلة نهاية الأسبوع، ولكنه يكون مرهقاً، وإذا انتابه بعض النشاط فيكون أمام التلفاز أو مع أصدقائه". سلام ليست الوحيدة التي تتذمر من طغيان نزعة"البرود الأسري في يوم العطلة"، على حد تعبير أنس 41 سنة، مهندس متزوج منذ ست سنوات، وهو يعيب في طبعه أنه لا يستثمر وقت الفراغ في الترويح عن نفسه وعائلته يقول:"بصراحة يوم العطلة بالنسبة اليّ مخصص للنوم والاسترخاء بحكم عملي الشاق بقية أيام الأسبوع، صحيح أني أحن إلى نشاطٍ عائلي يلوّن حياتي في يوم العطلة لكن للأسف لا أملك وقتاً لذلك...". أما قصي، فيكشف عن صعوبة بالغة يجدها في الانخراط في أي نشاط يجره إليه الأولاد في يومي العطلة، ويعزو السبب إلى الروتين بالدرجة الأولى ثم العامل المادي الذي يعتبره"عقبة تقف في وجه القيام بأي نشاط يكسر روتين المنزل"كالنزهات والرحلات وارتياد المطاعم ودور السينما والمسرح. إلى جانب ذلك، يربط كثيرون نشاط عطلة الأسبوع بحال الطقس. فأم عزيز، ترى أن سمة يوم العطلة تأتي من حال الطقس"في هذه الأيام الباردة أتعجل الوقوف على الشرفة لنشر الغسيل فكيف بنا إذا أردنا الخروج؟"، تقول مبدية استغرابها تجاه سؤال عن نشاطها في عطلة نهاية الأسبوع. وتضيف:"بالطبع الزيارات العائلية في عطلة نهاية الأسبوع تخف في الشتاء وتزدهر في بقية الفصول". بعد أن امتدت عطلة نهاية الأسبوع في سورية إلى يومي الجمعة والسبت بقرار حكومي مضى على تطبيقه نحو أربع سنوات، لا تزال العائلة السورية لا تملك شيئاً يميز عطلتها غير"بيت الجد"والتلفاز الذي تلتف الأسرة حوله أكثر من التفافها حول المائدة. ويثني"عمار"20 عاماً على"مكانة التلفزيون، في يوم العطلة على رغم كل الانتقادات التي توجه إلى ذلك الصندوق الناطق الذي يسرق اهتمام الآباء قبل الأبناء". ويرى أنه"أداة تجمع الأسرة". ويضيف عمار:"في صغري كان والدي يؤنب أي فرد من العائلة يتأخر عن الغداء في بيت جدي، الآن انحسر هذا التقليد، صرنا نجتمع في سهرة عطلة الأسبوع لنشاهد التلفزيون وكأننا نجسد شعار الفضائية السورية"شاشة بتجمعنا".