أسفرت قرعة الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي سحبت أمس الجمعة في مدينة نيون السويسرية عن موقعتين ناريتين بين ميلان الإيطالي حامل اللقب وأرسنال الإنكليزي من جهة، ومواطن الأخير ليفربول الوصيف وقطب مدينة ميلانو الآخر إنتر ميلان بطل الدوري الإيطالي في الموسمين الماضيين. وجاءت المواجهات الست الأخرى متوازنة نسبياً، بحيث يلعب ريال مدريد بطل الدوري الإسباني وحامل الرقم القياسي من حيث عدد الألقاب 9 مع روما الإيطالي، ومانشستر يونايتد بطل الدوري الإنكليزي مع ليون الفرنسي بطل الدوري الفرنسي، وبرشلونة الإسباني مع سلتيك بطل الدوري الأسكتلندي، وتشلسي الإنكليزي مع أولمبياكوس اليوناني، وإشبيلية الإسباني بطل كأس الاتحاد الأوروبي مع فنربغشة التركي، وبورتو البرتغالي بطل 1987 و2004 مع شالكه الألماني. وسيقام ذهاب هذا الدور في 9و10 كانون الثاني يناير المقبل، على أن يكون الإياب في 4 و5 شباط فبراير المقبل، علماً بأن الفرق التي احتلت المركز الثاني في الدور الأول ستلعب مباريات الذهاب على أرضها ومن بينها أرسنال الذي يواجه ميلان المتوج الأحد الماضي بلقبه الدولي الثامن عشر، بعد إحرازه لقب بطولة العالم للأندية بفوزه على بوكا جونيورز الأرجنتيني 4-2 في المباراة النهائية. ويمر أرسنال الذي احتل المركز الثاني في المجموعة الثامنة خلف اشبيلية، بفترة رائعة، إذ يتصدر الدوري المحلي بفارق نقطة عن مانشستر يونايتد، وهو يعول على فريق شاب خالف جميع التوقعات التي اعتبرت أن فريق المدرب الفرنسي أرسين فينغر سيعاني الأمرين بعد رحيل مواطنه تييري هنري إلى برشلونة. أما بالنسبة إلى ميلان فهو يعاني محلياً خلافاً لتألقه أوروبياً ودولياً، إذ فشل حتى اليوم في تحقيق فوزه المحلي الأول على ملعبه"سان سيرو"، إذ تعادل 6 مرات ومني بثلاث هزائم أخرها أول من أمس الخميس في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة الكأس المحلية أمام كاتانيا 1-2. ويبدو أن ميلان المحلي مختلف تماماً عن ميلان الأوروبي، إذ أنهى منافسات المجموعة الرابعة في الصدارة برصيد 10 نقاط حصدها من 4 انتصارات وتعادل، في مقابل هزيمة واحدة كانت أمام سلتيك. ومن المرجح أن يستعيد ميلان قبل مواجهته المرتقبة مع أرسنال على إستاد الإمارات جهود مهاجمه البرازيلي رونالدو المصاب حالياً. أما بالنسبة إلى المواجهة النارية الإنكليزية - الإيطالية الثانية، فيبدو أن بانتظار ليفربول مهمة صعبة للغاية أمام إنتر ميلان بطل 1964 و1965، الذي يعتبر أحد أفضل الفرق الأوروبية حالياً بسبب نتائجه الرائعة محلياً، إذ يتصدر الدوري بفارق 7 نقاط عن اقرب منافسيه روما، بسجل هجومي ودفاعي يعتبر من الأفضل في"القارة العجوز"، بحيث أنه تصدر المجموعة السابعة برصيد 15 نقطة حصدها من 5 انتصارات، في مقابل هزيمة واحدة. ولم يذق إنتر ميلان طعم الهزيمة في جميع المسابقات منذ 19 أيلول سبتمبر الماضي عندما خسر أمام فنربغشة التركي صفر-1 في الدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا. ونجح إنتر ميلان في تسجيل 19 هدفاً في آخر سبع مباريات في جميع المسابقات، فيما اهتزت شباكه في مناسبة واحدة، وذلك بفضل تألق كروز وابراهيموفيتش بشكل خاص، اللذين سجلا 18 هدفاً في الدوري حتى الآن 9 لكل منهما. وسينهي إنتر ميلان 2007 بإنجاز لم يسبقه إليه أي فريق ايطالي في السابق، إذ حصد فريق المدرب روبرتو مانشيني خلال 2007 النصف الثاني من موسم 2006-2007 والنصف الأول من موسم 2007-2008 89 نقطة من 27 انتصاراً و8 تعادلات، في مقابل هزيمة وحيدة. وهو يأمل أن يواصل تألقه في 2008 عندما يحل ضيفاً على ليفربول، وصيف الموسم الماضي وبطل 1977 و1978 و1981 و1984 و2005، على ملعب أنفيلد. وخلافاً لإنتر ميلان يمر ليفربول بفترة حرجة جداً، إذ مني بثلاث هزائم متتالية في الدوري ومسابقة كأس رابطة الأندية المحترفة المحليين، وهو يقبع في المركز الخامس في البطولة المحلية. ومن المرجح أن يعزز ليفربول صفوفه خلال فترة الانتقالات للخروج من الموقف الحالي، خصوصاً بعدما أعرب مدربه الإسباني رافائيل بينيتيز عن رغبته في مواصلة مشواره مع الفريق، ما يعني انه توصل لحل خلافاته مع مالكي النادي الأميركيين طوم هيكس وجورج جيلت، اللذين يعارضان فكرة تعزيز صفوف الفريق الذي يملك أصلاً لاعبين من الطراز الرفيع مثل القائد ستيفن جيرارد والإسباني فرناندو توريس. وسيخوض ريال مدريد الساعي إلى استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 2002، اختباراً ليس سهلا ًعلى الإطلاق في مواجهة روما الذي يستقبل مباراة الذهاب في الملعب الذي خسر عليه أمام الفريق الملكي صفر-3 في آخر مواجهة في روما بين الطرفين خلال الدور الأول من المسابقة ذاتها، علماً بأن ريال فاز ذهاباً 4-2. وستكون هذه المواجهة السادسة بين الطرفين، ويتفوق ريال بشكل واضح، إذ فاز في أربع مباريات وتعادل في واحدة، في مقابل فوز واحد لروما. ويخوض غريم ريال مدريد التقليدي برشلونة بطل 1992 و2006 اختباراً"مقبولاً"نسبياً أمام سلتيك بطل 1967، الذي ألحق بميلان الهزيمة الوحيدة في الدور الأول بالفوز عليه 2-1 في ملعب"سلتيك بارك". ولن تكون مهمة مانشستر يونايتد، بطل 1968 و1999، الذي كان أول المتأهلين إلى الدور ثمن النهائي عن المجموعة السادسة برصيد 16 نقطة، سهلة على الإطلاق عندما يحل ضيفاً في الذهاب على ليون بطل الدوري الفرنسي في الأعوام الستة الماضية على ملعب"جيرلان"، إذ تعادل فريق"الشياطين الحمر"في مباراته الوحيدة على هذا الملعب 2-2 في الدور الأول من موسم 2004-2005، قبل أن يفوز في"أولدترافورد"2-1. وتبدو فرصة تشلسي في التأهل إلى ربع النهائي أسهل من مواطنه وغريمه، إذ يلعب أمام أولمبياكوس، لكن عليه توخي الحذر في لقاء الذهاب لأن الفرق اليونانية لطالما فرضت على ضيوفها مواجهات صعبة في ظل الدعم الجماهيري الكبير، علماً بأن الفريقين لم يلتقيا في أية مناسبة في السابق. وستكون الفرص متكافئة في المواجهتين الأخيرتين اللتين تجمعان اشبيلية بطل كأس الاتحاد الأوروبي مع فنربغشه، وبورتو بطل 1987 و2004 مع شالكه، نظراً إلى تقارب المستوى مع أفضلية نسبية لإشبيلية وبورتو.