حذر الامين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري من سعي اميركي لتمزيق العشيرة والطائفة والعائلة بعد زرع الطائفية لتمزيق الوطن وقال، في رسالة الى شيوخ العشائر إن"العدو يظهر لكم هذه المرة بمظهر الصديق الودود الذي يحرص عليكم ويقسم لكم، كما أقسم الشيطان من قبل لأبيكم آدم، انه لا يريد لكم إلا الخير وانتم لستم في موضع يجعلكم تصدقون مثل هذا الهراء والتزييف للواقع". وأكد الضاري، في رسالته التي تلقت"الحياة"نسخة عنها مخاطبا زعماء العشائر"كنتم عبر التاريخ مطمع نظر العدو، وملاذ قوى الخير والجهاد في الوطن، لأنكم تمثلون القوة الحقيقية للبلاد". واضاف:"اليوم يخوض العراق ملحمة كبرى، ولقد أبلى أبناؤكم بلاء حسناً، وأذاقوا العدو شر مذاق، وهو اليوم في أزمة خانقة، فجنوده في وضع منهار، ونوابه في الكونغرس يشترطون على إدارته تمويل عمليات الجنود شرط اتخاذ قرار الانسحاب لأن طوابير الموت لجنوده لم تتوقف لحظة". وزاد:"لكن العدو لم ييأس بعد وهو يبحث عن حيلة ينقذ بها نفسه ويحفظ من خلالها شيئاً من ماء وجهه ولأنه يعلم ما لكم من ثقل فإنه توجه هذه المرة إليكم وهو نفسه الذي استهدفكم حين دخل البلاد وسعى من قبل إلى إذلالكم وكان يقتحم دواوينكم وبيوتكم ويجر أشرافكم إلى المعتقلات والسجون". وتابع:"العدو يظهر لكم هذه المرة بمظهر الصديق الودود الذي يحرص عليكم ويقسم لكم، كما أقسم الشيطان من قبل لأبيكم آدم، انه لا يريد لكم إلا الخير"و"سيعمل على جركم إلى مؤتمرات ومشاريع وسيزين لكم اللقاء بالدعم والتأييد تحت ادعاءات هذا القسم غير الشريف". وقال"الحذر الحذر من هذه الفخاخ، التي ستذهب في المحصلة بالمال والرجال، وستحول البلد وأهله إلى رهينة بيد المحتل". واضاف الضاري:"لقد جاء مشروع بايدن سيء الصيت، الذي قسم العراق إلى أقسام لجس النبض، ورصد نضوج الفكرة، ومدى تقبل الشعب لها، وأشهد أنكم رفعتم رؤوسنا، وخيبتم آمال عدوكم حين كان رفضكم لهذا المشروع رفضا جماعيا قاطعا". ولفت الى التجربة اللبنانية وقال:"انظروا حال البلد الشقيق لبنان، الذي يوصف بأنه جوهرة المنطقة ...، فمنذ أن فرضت عليه المحاصصة الطائفية والعرقية سياسياً لم يعرف هذا البلد قرارا ولا استقرارا". وأكد:"عليكم أن تتذكروا مجلس الحكم الذي قسم البلاد للمرة الاولى تقسيماً عرقياً وطائفياً ثم الدستور الذي أرسى دعائم هذه المحاصصة وأعد لها القاعدة لتتحول من النظرية إلى التطبيق". واشار الى ان العدو يحاول تفتيت العشيرة والطائفة بعدما زرع المحاصصة الطائفية في العراق. وتطرق الضاري الى شكوى شيوخ عشائر الجنوب من التدخل الايراني وقال:"لقد صدرت شكوى من جهات تمثل عشائر من إخواننا في الجنوب يعربون فيها عن استيائهم من ظلم دولة جارة ترتبط مع مناطقهم بحدود طويلة لها نوايا عدوانية، وأنها استعملت الطائفية جسراً لتحقيق مصالحها القومية". واضاف:"لقد عمدت هذه الدولة الجارة إلى أساليب التصفية الجسدية، لكل من يعارضها في مشاريعها التوسعية"وقال:"لا ينبغي أن ننسى أن من مهد لدولة الجوار هذه طريق التدخل ومد النفوذ غير المشروع وارتكاب الجرائم والحماقات، وفعل الأفاعيل هو الاحتلال نفسه". واشار الضاري الى اتفاق المبادئ الموقع اخيراً بين الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء نوري المالكي وأكد ان"رئيس دولة الاحتلال سمح لنفسه أن يبحث في غرفة مغلقة اتفاقاً يمس بسيادة العراق والمصالح العليا له، مع رئيس الوزراء الحالي الذي نصبه، على رغم انه الشخص الاسوأ الذي نصب على سدة الحكم في ظل الاحتلال، ويراد منه الآن أن يدفع الثمن، أن يبيع العراق بيع مسود لسيد". وختم بدعوة العشائر الى الضغط لعودة الجيش العراقي السابق"إن إعادة الحياة إلى هذه المؤسسة العسكرية الوطنية بعد الاحتلال، من شأنه أن يختصر علينا الزمن في استتباب الأمن، وإعادة الوضع الطبيعي للبلاد وحينها ستختفي كل المظاهر المسلحة".