يتحرك أكثر من 2.5 مليون حاج صباح اليوم إلى صعيد عرفة، قادمين من مشعر منى، بعدما باتوا ليلتهم من دون تسجيل أي طارئ يذكر، بحسب كبار المسؤولين السعوديين. ويكمل هذا الحشد البشري الركن الأكبر للحج المتمثل في الوقوف بصعيد عرفات الطاهر، وفقاً لخطة محكمة تشارك فيها أجهزة الحكومة السعودية كافة، تحت إشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز. ويأتي الوقوف بعرفة بعد نجاح مبهر لخطة تفويج الحجاج إلى مشعر منى، تجلى في عدم وقوع حوادث تذكر، وفي انسياب مرن لحركة المرور في أرجاء مشعر منى، فيما أكملت أجهزة الدولة السعودية ومؤسسات الطوافة استعداداتها لنفير ضيوف الرحمن من جبل عرفات إلى مزدلفة، حيث يمضون ليلتهم استعداداً لرمي الجمرات صباح غد الموافق أول أيام عيد الأضحى المبارك. وتسلم الملك عبد الله أمس، برقية معلوماتية رفعها إليه وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز، أكدت تحقيق موسم الحج الحالي رقماً قياسياً جديداً في عدد الحجاج القادمين من خارج البلاد بما مجموعه 1.707 مليون حاج، بزيادة نسبتها 3 في المئة، وبواقع يتجاوز 50 ألف حاج عن الموسم الماضي، يمثلون 181 جنسية مختلفة. وقال الأمير نايف في برقيته:"يشرفني في هذا اليوم المبارك يوم التروية من أيام الإسلام الخالدة، أن أرفع إلى المقام الكريم خالص التحية وصادق التهنئة بعد أن اكتمل دخول حجاج بيت الله الحرام عبر موانئ القدوم الجوية والبرية والبحرية". وأكد الأمير نايف أنه"قد تيسرت لهم سبل الوصول إلى الرحاب الطاهرة بأمن وطمأنينة، بفضل من الله، ثم بفضل الرعاية المتواصلة التي تولونها وولي عهدكم لجميع مرافق خدمات الحجاج، والتي من شأنها تهيئة سبل الراحة لضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء الفريضة بسهولة وأمان". وكشف أن عدد الحجاج الذكور يتجاوز الإناث، إذ وصل من خارج المملكة أكثر من 923 ألف حاج بنسبة 53 في المئة، فيما وصلت نحو 785 ألف حاجة، يمثلن ما نسبته 46 في المئة. وأشار الأمير نايف في البرقية إلى أنه"وللمرة الأولى في تاريخ القدوم يصل عدد الحجاج من الخارج إلى هذا الرقم، مسجلاً بذلك رقماً قياسياً لسنوات الحج". وأوضح أن القادمين عن طريق الجو تجاوز عددهم 1.5 مليون حاج، فيما وصل عن طريق البر أكثر من 141 ألف حاج، وسجلت المنافذ البحرية وصول أكثر من 24 ألف حاج. ويشارك في أداء مناسك الحج لهذا العام، رؤساء دول وشخصيات إسلامية، يبرز من بينهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي وصل ظهر أمس إلى المدينةالمنورة في طريقه إلى المشاعر المقدسة. وتم تسيير أكثر من 29 ألف حافلة، لتصعيدهم إلى منى وجبل عرفات، ثم نفرتهم إلى مزدلفة ومنى. ويقوم على تأمين سلامة الحجاج وتسيير الحركة المرورية نحو 50 ألف رجل أمن من مختلف القطاعات الأمنية، فيما تشارك وزارة الصحة بنحو 12 ألف طبيب وممرض وفني وموظف يعملون على مدار الساعة. واكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية اللواء المهندس منصور التركي أمس أنه لم يسجل أي حادث مروري أو أمني أثناء التصعيد.