بلغ حجاج بيت الله الحرام فجر اليوم مشعر منى بعدما منّ الله عليهم بالوقوف في عرفات، وشهدت التظاهرة الكبرى مشاركة مواطنين من أكثر من 125 دولة من كل القارات بزيادة قدرتها الدوائر الرسمية بأكثر من 20 في المئة عن حج العام الماضي. وسجل موسم حج العام الجاري قدوم أكثر من 1.2 مليون من الخارج، فيما سجل تراجعاً نسبياً في أعداد المواطنين والمقيمين في السعودية قياساً الى الأعوام السابقة ساهمت فيه التنظيمات التي طبقتها السلطات السعودية الحج كل خمسة أعوام على المواطن والمقيم في أراضيها. وحسب مصادر أمنية سعودية ل"الحياة" استكمل الحجاج نفرتهم الى مزدلفة ثم منى في فترة قياسية لم تتجاوز العشر ساعات بمعدل يقل عن الأعوام السابقة على رغم بعض الاختناقات المرورية على بعض الطرق والتي ذللت في حينها. ولم تسجل غرفة عمليات الحج الأمنية خلال المرحلتين اللتين تعدان أهم المراحل في خطة النقل بين مناطق المشاعر سوى انقلاب حافلة كانت تقل حجاجاً نيجيريين في طريقهم إلى عرفات، وافيد ان اصاباتهم غير جسيمة. وكان مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز قال أمس "إنه للمرة الأولى يصل عدد الحجاج القادمين من الخارج الى ما يزيد عن 1.2 مليون حاج، مسجلين بذلك رقماً قياسياً في تاريخ الحج"، وقارب عدد الواقفين على صعيد عرفات الطاهر المليوني حاج. وفي خطبة عرفات أمس قال مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ "إن الدين ليس شعاراً يرفع ولكنه اعتقاد وقول وعمل" مشيراً الى أنه "غير مناط بأحد من دون آخر". إلى ذلك أكد وزير الصحة السعودي الدكتور أسامة شبكشي خلو مناطق المشاعر المقدسة من أي أوبئة أو أمراض معدية حتى نهاية يوم وقفة عرفات، وان الحال الصحية للحجاج فيها "مطمئنة". ونفى في لقاء مع "الحياة" ظهور أية أمراض بين الحجاج، بعد اشاعات سرت عن تأثر بعض الحجاج من المواد المصنعة منها الخيام المقاومة للحريق يوم التروية، مؤكداً أن التقارير الطبية الميدانية التي تتواصل على مدار الساعة لم تسجل أي نوع من أنواع الحساسية التي تضر بصحة الحجاج وأن معظم الذين مروا بالمستشفيات والمراكز الصحية الموجودة فيها تلقوا العناية الطبية من الانهاك والاجهاد الحراري، فيما رصدت حالة واحدة فقط لحاج باكستاني عمره 85 عاماً مصاب بالتهاب رئوي حاد. وواجه مشعر عرفات نقصاً جزئياً في المياه على اثر اعطال فنية أصابت شبكة التوزيع الرئيسية للمياه في المنطقة المحيطة بمسجد نمرة الجزء الشرقي. وفي منى أعدت الترتيبات اللازمة لضمان أمن الحج وبلوغ الحجاج مناسكهم، وكان العديد منهم شهد أمس تغيير ثوب الكعبة المشرفة جرياً على العادة في كل عام. ومضى حج العام الجاري حتى اليوم من دون حوادث تعكر صفوه، والخطوات المتبقية في المناسك لا تقل أهمية عما سبقتها، وان جاز القول إن 70 في المئة من خطط العام الجاري استكملت بنجاح ارتفعت معدلاته عن السنوات السابقة.