يقف أكثر من مليوني حاج اليوم على صعيد عرفات الطاهر وسط متابعة دقيقة وإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود الذي أبلغ خادم الحرمين في برقية أمس باكتمال وصول الحجاج من الخارج، وبأن عددهم يبلغ 1.828.195 حاجاً من 183 دولة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل بحسب وزارة الداخلية السعودية أمس 150.475 سعودياً و63.495 مقيماً. وأعلنت السلطات السعودية تفعيل جميع خططها لينفر حجاج بيت الله الحرام من عرفات إلى مزدلفة، إذ يجب عليهم المبيت حتى صباح عيد الأضحى المبارك ثم يفيضون إلى منى. وطبقاً لتصريحات المسؤولين السعوديين ورصد بعثة «الحياة» في المشاعر المقدسة، فإن حكومة خادم الحرمين الشريفين وظفت إمكاناتها لاقتناء تقنيات غير مسبوقة في العالم لتكون عوناً وسنداً وأداة لتنفيذ خطط القطاعات الحكومية الساهرة على راحة وسلامة وفود الرحمن الآتين من كل فج عميق. وذكر ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود في برقيته لخادم الحرمين الشريفين التي أوردت نصها «وكالة الأنباء السعودية» أن عدد الذكور من الحجاج الآتين من الخارج يبلغ 989.776، فيما يصل عدد الإناث إلى 838.419. وأشار إلى أنه «لأول مرة في تاريخ القدوم يصل عدد الحجاج القادمين من الخارج إلى هذا الرقم، مسجلاً بذلك رقماً قياسياً جديداً لسنوات الحج». وأوضح الأمير نايف أن عدد حجاج هذا العام يزيد على عددهم العام الماضي بنسبة 1.5 في المئة. وأكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل نجاح خطة تصعيد الحجاج إلى منى من دون صعوبات أو عقبات. ورصد موفدو «الحياة» إلى المشاعر المقدسة قبيل تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات أن السلطات جهزت الطرق وطرق المشاة والمظلات الواقية من الشمس، ونشرت باقة مكثفة من الخدمات الصحية على هيئة مستشفيات ومراكز صحية ونقاط إسعافية، ومراكز لخدمات المياه، وتهيئة عدد كاف من دورات المياه، والاتصالات السلكية واللاسلكية. وشهدت الطرقات داخل المشعر انتشاراً كثيفاً لرجال المرور والأمن والدوريات الأمنية. وفيما نشر الدفاع المدني 22 ألف مشارك و6000 آلية و19 طائرة و450 وحدة في المشاعر المقدسة، بلغ عدد رجاله في عرفة 1700 رجل. وأكد مسؤولوه استعدادهم التام للتدخل السريع في حال هطول أمطار غزيرة أو سيول. وذكروا أنهم استخدموا للمرة الأولى عربة مقطورة لمواجهة خطر المواد الإشعاعية، هي الوحيدة من نوعها في العالم، وصممت بفكر سعودي ونفذتها ثلاث شركات عالمية متخصصة. وفي سياق متصل، اطلع وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالعزيز الربيعة أمس على جهاز الصدمات القلبية المتنقل الذي تم توفيره في مستشفيات المشاعر المقدسة ويستخدم في أي موقع للمرضى المحتاجين إلى خدماته، إضافة إلى جهاز المنظار الحنجري المزود بكاميرا لإدخال أنبوب هوائي للمرضى. وأكد الربيعة الذي تفقد مستشفيات مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أمس أن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وجّها بتوفير أحدث الأجهزة الطبية المتطورة في مستشفيات المشاعر المقدسة وضمان تقديم أفضل خدمة طبية هناك على مدار ساعات اليوم. ولاحظ موفدو «الحياة» في منى وعرفات التحليق المتواصل لطائرات الدفاع المدني المزودة بأنظمة الرؤية الليلية. وقال قائد طيران الأمن بالحج العقيد طيار جمعان الغامدي إن طيران الأمن للحج يستخدم طائرات من طراز «أس – 92» التي تعد من أحدث طائرات الاستطلاع العمودي التي تتمتع بقدرة كبيرة على المناورة، والعمل في أصعب الظروف المناخية. وذكرت وزارة الصحة السعودية أن أكثر من 125 ألف حاج راجعوا مستشفياتها ومراكزها الصحية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة منذ مطلع ذي الحجة. وبلغ عدد المراجعين أول من أمس 14 ألفاً. وشملت الجهود السعودية نشر فرق من 20 جهة حكومية للرصد الكيماوي، إذ تقوم هذه الفرق بمتابعة نسبة الأوكسجين في المناطق المحيطة بالحرم المكي ومسجد نمرة ومحيط جبل الرحمة ونحو 52 نفقاً في المشاعر المقدسة. وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن السلطات أعادت أكثر من 98 ألف شخص حاولوا الحج من دون الحصول على تصاريح. وقال إن الحجاج غير النظاميين أو المتسللين الذين أعيدوا «سيتم التعامل معهم بإحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام ثم إلى المحاكمة الشرعية». وكانت السعودية نفذت حملة دعائية ضخمة لترسيخ إجراء الحصول على تصريح للحج من حجاج الداخل. ودعا إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أمس المسلمين إلى «تقديس الحرم وتعظيم حرمته ومراعاة مكانته وتذكر شرف المكان وجلالته والتزام الأنظمة والتعليمات التي تصدر من الجهات المسؤولة، والبعد عما يعكر صفو الحج أو يخالف مقاصده أو ينافي أهدافه»، مشيراً إلى أنه لا يليق بمن دخل في النسك وتلبس بالإحرام وقصد البيت الحرام أن يخرج عن حدود الشرع أو يجعل الحج سبيلاً للخصومات والمنازعات والنداءات والشعارات والنعرات والتجمهرات والمظاهرات والمسيرات».