أعلن رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي ان المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم منذ انهيار نظام الفصل العنصري عام 1994،"في حاجة اليوم الى قادة متمسكين بالقيم الأخلاقية كما كان سلفنا". وتابع أمام حوالى أربعة آلاف مندوب من حزبه، مجتمعين في بولوكوان شمال غربي لانتخاب رئيس الحزب للسنوات الخمس المقبلة، ان"مسؤوليتنا الجماعية تفرض علينا أن نسأل ما إذا كانت حركتنا لم تنحرف أخيراً عن الخط الأخلاقي الذي تمسك به"قادة الماضي. وتساءل مبيكي:"إذا كان الحال كذلك، فما هي التدابير التي يمكننا اتخاذها لاستعادة القوة المعنوية في حركتنا كي تحمينا من نزعات الفساد والمحسوبية والتكالب على السلطة في المنظمة وعلى مستويات الدولة كافة ؟". وما زالت أمام مبيكي الذي انتخب رئيساً للدولة عام 1999، سنتان قبل انتهاء ولايته الرئاسية، لكنه قد يخسر هامش المناورة إذا تغيرت القيادة في المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يترأسه منذ 1997. ومن المرجح ان يختار الحزب خصم مبيكي، نائب رئيس الحزب حالياً جاكوب زوما، لقيادة المؤتمر الوطني الأفريقي. وكان مبيكي الذي انتخب رئيساً للدولة في 1999، رئيس الحكومة في عهد نلسون مانديلا، أول رئيس اسود لجنوب أفريقيا. وتنتهي ولايته الرئاسية بعد سنتين لكنه يمكن أن يفقد كل هامش للمناورة إذا اختار الحزب خصمه. وفاز الشعبوي جاكوب زوما خصم مبيكي ب61 في المئة من أصوات المندوبين لترشيحه، الى جانب تأييد رابطتي النساء والشباب، على رغم احتمال اتهامه بالفساد. وأقال مبيكي زوما من منصب نائب رئيس الجمهورية ومستشاره المالي بعد إدانته بالفساد في 2005. وفي السنة التالية، برئ زوما من تهمة اغتصاب شابة إيجابية المصل. ولا يستبعد مراقبون إجراء انتخابات رئاسية مبكرة إذا واجه مبيكي هزيمة كبيرة متوقعة. ونشرت قوات أمنية كبيرة حول الجامعة حيث عقد المؤتمر الوطني الأفريقي اجتماعه. وهي المرة الأولى منذ 1949 التي لا يجري فيها انتخاب رئيس بالتوافق، إذ أن كلاً من المرشحين رفض الانسحاب.