زار الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قصر فرساي، قرب باريس، أمس، في ختام زيارته الرسمية لفرنسا التي تنتهي اليوم والتي تميّز يومها الأخير بحملة ليبية شديدة على وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. وكان في استقبال القذافي ظهراً وزير الثقافة السابق جان جاك اياغون الذي يشغل حالياً منصب رئيس المؤسسة العامة لمتحف وقصر فرساي. وقال اياغون"انه حدث مهم"عند وصول القذافي مرتدياً سترة طيّار جلدية يرافقه موكب من 25 سيارة. ولم يغلق القصر رسمياً امام الزيارات في هذه المناسبة، بل نُشر عدد كبير من عناصر الأمن وتمركزت شرطة النخبة على سطوح القصر. وكان القذافي زار متحف اللوفر الباريسي الخميس، على أن يغادر صباح اليوم متوجهاً الى اسبانيا، في ختام زيارة استمرت خمسة أيام واثارت موجة من الانتقادات. وعقد وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم أمس مؤتمراً صحافياً في باريس أعلن فيه انه سيلتقي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في الولاياتالمتحدة يوم الثالث من كانون الثاني يناير المقبل، بناء على دعوة من رايس. وحمل شلقم بعنف على نظيره الفرنسي كوشنير الذي كان وجّه انتقادات لزيارة القذافي وتجنّب الاجتماع معه. وقال إن موقف كوشنير الجديد يناقض تصرفاته عندما جاء مع الرئيس نيكولا ساركوزي الى طرابلس بعد الافراج عن الطاقم الطبي البلغاري في قضية الايدز في تموز يوليو الماضي. وزاد:"إذا لم يكن يريد رؤيتنا، فنحن لا نريد رؤيته أيضاً"، مشيراً إلى أن ابتعاد كوشنير عن مقابلة الوفد الليبي خلال الزيارة لم يكن له تأثير على المحادثات التي أجراها في باريس. وتابع ان كوشنير"شخص يأتي الى ليبيا، يأكل معنا، يتحدث الينا ويوقع اتفاقات معنا، وعندما نأتي الى باريس يغيّر كل شيء، خصوصاً أفكاره التي شاركنا فيها في طرابلس". وأثارت زيارة القذافي لفرنسا، وهي الأولى له منذ 34 سنة، عاصفة احتجاجات من جماعات حقوقية والمعارضة الفرنسية التي اتهمت نظام الزعيم الليبي بانتهاك حقوق الإنسان. ورد الرئيس نيكولا ساركوزي على منتقدي الزيارة بالقول ان القذافي يستحق معاملة أفضل لنبذه الإرهاب وتخليه عن خطط امتلاك اسلحة دمار شامل واطلاقه الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني - البلغاري المدانين بتهمة نشر فيروس مرض نقص المناعة المكتسبة الايدز. وقال ساركوزي انه أثار موضوع حقوق الانسان مع القذافي الذي نفى ذلك موجهاً انتقادات، في المقابل، لأوضاع المهاجرين الأفارقة في الدول الأوروبية. ودفع ذلك كوشنير الى الرد قائلاً أن انتقادات القذافي تدعو الى"الرثاء". لكن شلقم علّق أمس على تصريحات كوشنير قائلاً:"فوجئنا بتصريحاته... رأيناه في مناسبات عدة يدلي بتصريحات في الصباح ويتراجع عنها في المساء". وأضاف أن فرنسا ودولاً أخرى ليست في وضع يسمح لها بانتقاد سجل ليبيا في مجال حقوق الانسان. وتابع:"ليبيا ليست دولة تتلقى دروساً"، لافتاً إلى أن حقوق الإنسان في فرنسا وأوروبا تعني السماح بزواج الشاذين ورفض السماح بتعدد الزوجات. ورفض شلقم دعوى رفعها الطبيب الفلسطيني أشرف الحجوج ضد القذافي متهماً اياه بالتعذيب على خلفية سجنه في قضية الايدز في ليبيا. وأضاف ان رافعي الدعوى يريدون لعب دور الضحية، مؤكداً أن"ليس هناك تعذيب في ليبيا".