دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس نظيرها الليبي عبدالرحمن شلقم لدى لقائهما أول من أمس في نيويورك، إلى إطلاق سراح الممرضات البلغاريات المتهمات بحقن أكثر من 400 طفل ليبي بالفيروس المسبب لمرض الايدز"لأسباب إنسانية"، كما طالبت طرابلس بتسوية"المسائل العالقة"مع عائلات ضحايا لوكربي وملهى"لابيل"الألماني، وإكمال دفع التعويضات. وقال مسؤول أميركي لوكالة"فرانس برس"إن رايس، التي التقت شلقم للمرة الاولى منذ أعادت واشنطن العلاقات الديبلوماسية مع طرابلس في ايار مايو الماضي، شددت على ضرورة"إيجاد تسوية عاجلة ولاسباب انسانية"لقضية الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني، وناقشت"التعاون في مجال مكافحة الارهاب ... وأهمية قبول السودان نشر قوة دولية"في إقليم دارفور. وأعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك، من جهته، أن رايس ابلغت شلقم ب"أهمية"تسوية القضايا ذات الصلة بحادث تفجير طائرة"بان أميركان"في اجواء مدينة لوكربي الاسكتلندية العام 1988. ويقول بعض أقارب ضحايا التفجير الذي أودى بحياة 270 شخصاً إن ليبيا لم تسدد لهم الدفعة النهائية من التعويضات. ووقفت رايس لفترة قصيرة أمام عدسات المصورين وصافحت شلقم، قبل أن يجري الجانبان محادثات على هامش أعمال الجمعية العامة التابعة للامم المتحدة حيث كان آخر اجتماع لهما في المكان نفسه العام الماضي. وعندما سُئلت متى ستزور ليبيا، ابتسمت رايس وقالت:"سنبلغكم بخطط سفرنا عندما نقررها". ولم يصدر أي تعليق من الوزير الليبي. وتنتظر طرابلس زيارة رايس المرتقبة، باعتبارها دلالة رمزية على تحسن العلاقة. وأكد ماكورماك أن الولاياتالمتحدة تنظر إلى علاقتها مع ليبيا بجدية بالغة، لا سيما بعدما تخلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عن برنامجه المزعوم لأسلحة الدمار الشامل. وقال عن قضيتي لوكربي والممرضات البلغاريات:"هذه الاشياء لها قيمتها وليس لدى الرئيس ووزيرة الخارجية أي رغبة في العودة الى الماضي". وأضاف:"انه أمر يبعث على الملل ولكن اذا تحلينا بالصبر... فانني آمل ان نتمكن من حل هذه المسائل".