حققت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس تقدماً طفيفاً في إطار الاستعدادات للمؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده في مدينة أنابوليس الأميركية نهاية الشهر الجاري. وعلمت"الحياة"أنها أبلغت الرئيس محمود عباس موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت على مناقشة قضايا الوضع النهائي في المفاوضات التي ستنطلق عقب أنابوليس، إضافة إلى تعهده تطبيق المرحلة الأولى من خريطة الطريق. راجع ص 5 وكشف الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ل"الحياة"أن رايس أبلغت عباس خلال لقائهما في رام الله أمس بأن أولمرت قبل بأن تشمل المفاوضات النهائية التي ستنطلق عقب مؤتمر أنابوليس جميع القضايا الرئيسة، بما فيها الدولة والقدس واللاجئون والحدود والمستوطنات والمياه. واعتبر أن"هذا هو التطور الأهم في زيارة رايس". وأعرب عباس عن تفاؤله بالتقدم الذي أحرزته الوزيرة الأميركية في جولتها. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رايس عقب اجتماعهما في رام الله:"هناك أمور مشجعة حدثت اليوم، وفي الأيام القليلة الماضية ... المفاوضات مشجعة وإيجابية، لكنها ستظل صعبة، لأن قضية عمرها قرن لن تجد حلاً في غضون أيام أو أسابيع أو شهور". وأشار إلى"تقدم حاصل في التحضير لإطلاق مفاوضات الوضع النهائي في مؤتمر أنابوليس وتحويله مناسبة جدية لإطلاق عملية سلام ذات مغزى لتحقيق رؤية الدولتين". وأكدت رايس:"لدينا اشارات من مختلف الأطراف على أن هذه العملية ستنجح. ونحن نسير نحو مفاوضات جدية للمرة الأولى منذ سبع سنوات". ورأت أن مؤتمر أنابوليس يمكن أن يُعطي"دفعاً للمفاوضات التي ننتظرها منذ زمن طويل، وهي مفاوضات آمل، كما قال أولمرت ان تتمكن من تحقيق أهدافها"قبل نهاية ولاية بوش. لكن مصادر سياسية فلسطينية اعتبرت تعهدات أولمرت"مناورة التفافية"هدفها تشجيع عباس على"قبول وثيقة سياسية غامضة وضعيفة يسهل التنصل منها بعد المؤتمر". وأشارت إلى أن"قبول أولمرت تطبيق المرحلة الأولى من خريطة الطريق من دون تحديد سقف زمني يتيح له سهولة التهرب من هذا الالتزام تحت أي ادعاء". وأعلن مكتب أولمرت أنه يدرس طلباً فلسطينياً لإطلاق مجموعة جديدة من الأسرى"كبادرة حسن نية إسرائيلية"لمناسبة الاجتماع الدولي. وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن أولمرت يميل إلى إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى، كما يدرس أيضاً إمكان الإفراج عن"أسرى تلطخت أياديهم بالدماء"قضوا عشرات السنين وراء القضبان.