ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أمس أن موفداً خاصاً عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوم منذ فترة بزيارات مكوكية بين تل أبيب ودمشق لينقل للمسؤولين فيهما رسائل متبادلة تتناول احتمالات استئناف مسار التفاوض السوري - الإسرائيلي ومواقف كل من البلدين من السلام بينهما. وكتب المراسل السياسي للصحيفة بن كسبيت أن الموفد، وهو نائب وزير الخارجية ألكسندر سلطانوف، يقوم في الأشهر الأخيرة ب"جهود وساطة دراماتيكية"لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل ودمشق. وأشار إلى أن سلطانوف زار سورية وإسرائيل مرات عدة، وفحص مع المسؤولين في دمشق فكرة استئجار إسرائيل من سورية هضبة الجولان المحتلة لفترة طويلة. وأضاف أن إسرائيل سعت أيضاً إلى استيضاح مدى استعداد الرئيس السوري بشار الأسد لمكافحة الإرهاب وفض التحالف مع إيران في إطار السلام مع إسرائيل. ولفتت الصحيفة إلى أن سلطانوف التقى شخصياً الرئيس الأسد، وربما قد يكون التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك. وزادت أن الروس يتعمدون عدم إبراز دورهم في جهود الوساطة تفادياً لإثارة غضب واشنطن. وقالت إن الزيارة الخاطفة التي قام بها أولمرت لموسكو قبل بضعة أسابيع كانت متعلقة بجهود الوساطة الروسية مع سورية. وأضافت أن رئيس الحكومة الروسي السابق سيرغي بريماكوف يقوم هو الآخر بنقل رسائل. وأشارت إلى أن هذا الاستعداد الروسي لتقديم المساعدة في المسار السوري يندرج في إطار سعي موسكو إلى زيادة تدخلها في الشرق الأوسط. وفي سياقٍ موازٍ، نقلت وكالة"رويترز"عن مسؤول سوري قوله إن مؤتمر أنابوليس الدولي للسلام عزز جهود دمشق لاستعادة هضبة الجولان، على رغم أنها لم تعقد محادثات مباشرة مع اسرائيل. وقال الناطق باسم السفارة السورية في واشنطن أحمد سلكيني:"اتخذنا خطوة بإحياء قضية مرتفعات الجولان المحتلة. وهدف سورية تحقيق اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط أثاره مشاركون دوليون رئيسيون في المؤتمر، والباب الآن مفتوح أمام مزيد من الاجتماعات الدولية لمناقشة الجولان". والتقى الوفد السوري الذي رأسه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد مع عدد من الوفود الأخرى لم يذكرها سلكيني. وغادر الوفد من واشنطن مساء أول من أمس. واشار سلكيني إلى أن روسيا اقترحت عقد مؤتمر دولي في الربع الأول من العام المقبل سيكون فيه لقضية الجولان دور بارز وسيكون ذلك تطوراً مهماً. لكن إسرائيل هوّنت من احتمالات استئناف محادثات السلام مع سورية، على رغم مشاركة دمشق في أنابوليس. وقال أولمرت إنه"سعد"بمشاركة سورية في المؤتمر الدولي للسلام، وإنه يأمل في إحياء المفاوضات. وأضاف:"أرجو أن يحدث هذا... وأرى من جانبنا رغبة في أن يحدث تغيراً، وسأكون سعيداً أن أرى ذلك". وقالت الناطقة باسمه ميري ايسين إن حضور سورية أنابوليس قد"يفتح سبلاً جديدة"، لكنها استدركت بالقول:"نحن لا نعتقد أن ذلك مجد الآن مع النظام الحالي. ولا شك في أن النظام يمكنه دائما تغيير السياسات. وهذا ما نتحراه".