توصلت دراسة لغوية حديثة إلى أن كلفة الكلمة الواحدة لإخراجها إلى حيز النور في مجمع اللغة العربية في القاهرة هي خمسة وثلاثين جنيهاً مصرياً أقل من ستة دولارات، في الوقت الذي يُنتج نحو 750 صفحة سنوياً من الإنتاج العلمي، ما ينفي مقولة البعض إن موازنة المجمع ضئيلة ولا تكفي لإخراج المعاجم. وقال الباحث مصطفى عبدالمولى في كتابه"فن تحرير المعجمات في مجمع اللغة العربية"الصادر عن دار"الفلاح"في القاهرة، إنه نادى باستخدام الطريقة الحديثة في انجاز المعاجم بواسطة الكومبيوتر والاستعانة بالموسوعات الالكترونية في اللغة والشعر والأدب والتراث التي أحصت جذور اللغة العربية مُهْمَلها ومُستعملها والجذور الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية وزياداتها. وأضاف أن المجمع عارض هذه الطريقة الحديثة في عمل المعجمات، مفضلاً العمل اليدوي على العمل التقني الذي أثبت نجاحه عالمياً خصوصاً في أمور اللغة والمعاجم اللغوية. ونادى الباحث بتفعيل طريقة الرؤية من بُعد Conferance في مؤتمرات المجمع السنوية بدلاً من الطريقة التقليدية التي تعتمد السفر وتكبد مبالغ ضخمة يمكن استخدامها في تمويل موازنات المعاجم والانفاق على المحررين، على ان يتم ارسال البحوث والمواد اللغوية للأعضاء المصريين وغير المصريين بالبريد الالكتروني وإبلاغهم الجديد في خُطط العمل وأخبار المجمع أولاً بأول. ومن باب احقاق الحق او العرفان بجميل وجهود"الجنود المجهولين"داخل المجمع ركز عبدالمولى على اسهامات المحررين ودورهم المحوري في جمع المواد اللغوية من دون ان يُذكر اسم واحد منهم عند الانتهاء من عمل هذه المعاجم. وقدم الباحث ترجمة قصيرة تحتوي على اسماء وسير هؤلاء المحررين الذين يقوم على أكتافهم 90 في المئة من البحث والجمع والتدقيق والتوثيق عند عمل المعاجم. وذهبت الدراسة الى أن 75 في المئة من هؤلاء المحررين استقالوا بسبب الروتين وضعف الاجور وغمط حقوقهم الأدبية، واتجهوا الى دول الخليج للعمل لغويين ومدرسين للغة العربية بأجور تحفظ لهم كرامتهم.