"المكَنْزَ الكبير" معجم جديد، يجمع لأول مرة في تاريخ المعاجم العربية، أشكالاً عدّة من المعاجم في معجم واحد. فهو ضم معجماً للموضوعات أو المعاني أو المجالات، ومعجماً ثانياً للمترادفات والمتضادات، ومعجماً ثالثاً لمعاني الكلمات ورابعاً للألفاظ أو الكلمات. ويُعد هذا المعجم - الذي صدر أخيراً عن دار "سطور" في القاهرة، المعجم العربي الأول الذي يعقد الصلة الوثيقة بمعارف العصر والمعاجم الغربية الحديثة، أشرف على إعداده نخبة من اللغويين والمعجميين المتميزين، على رأسهم أحمد مختار عمر عضو مجمع الخالدين في القاهرة، رئيس فريق العمل ومعه حسام الدين محجوب وابراهيم الدسوقي وعبدالرحمن فودة وسعيد عبدالحميد إبراهيم وسماح سالم، إضافة إلى فريق كبير من الباحثين اللغويين والمحررين ومساعديهم، زاد عن عشرين باحثاً. ويظهر التفرد في منهج هذا المعجم منذ نقطة البداية، وهي مرحلة جمع المادة، فلم تعتمد اعتماداً كلياً على معاجم السابقين، وإنما ضممنا إليها مادة غزيرة استقيناها من تفريغ العشرات من كتب اللغة والأدب ودواوين الشعر وعينة من الصحف اليومية، وعلى رغم أن الهدف كان صناعة معجم للمترادفات والمتضادات العربية، فإننا لم نقنع بذلك، وأضفنا إلى قوائم المترادفات والمتضادات معلومات أخرى تتلخص في ما يلي: 1- بيان نوع الكلمة مع فصل كل نوع في مجموعة مستقلة، 2- تحديد المجال الدلالي العام الذي تنتمي إليه مجموعات الكلمات المترادفة أو المتضادة. 3- بيان الجذور لجميع كلمات المدخل. 4- وضع شرح موجز أمام كل كلمة أو مثال توضيحي. 5- إضافة نماذج من المصاحبات اللفظية التي يكثر استخدامها وأخرى من التعبيرات السياقية. 6- إضافة معلومة خاصة بتصنيف الكلمة وبيان درجتها في الاستعمال وهو ما لم تتطرق إليه معظم المعاجم العربية. ويحتوي المعجم على 34530 مدخلاً موزعاً على 1851 موضوعاًَ أو مجالاً دلالياً، ويقع في 1232 صفحة وقد رُتبت المجالات الدلالية الواردة في المعجم ألفبائياً، بحسب مجموعة المترادفات، وألحقت بمرادفات كل مجموعة ثنائية لها مرادف ومضاد وما يقابلها من مجموعة المتضادات، ورتبت الكلمات داخل كل مجال هجائياً، إضافة إلى فهرس للكلمات مرتباً ألفبائياً مع الإحالة إلى رقم المجال، مع التوسع في مفهوم الترادف في المعجم ليشمل إلى جانب التطابق التام في المعنى: أشباه الترادف والكلمات المتقاربة المعنى التي يربط بينها موضوع أو مجال دلالي واحد. إضافة إلى ذلك فقد تم تمييز كلمات كل مجال بمجموعة من الأوصاف التصنيفية التي تبين مستوى الاستخدام لكل كلمة، وتحدد خصائصها ورتبتها في الاستعمال، فتم التمييز بين الرصيد الايجابي الذي يمكن استخدامه في لغة العصر الحديث، والرصيد السلبي الذي فقد وجوده في اللغة الحية بمستوييها التراثي والحديث ولم ينتقل من جيل إلى جيل إلا من خلال المعاجم.