بعد رحيل العالم المفكر الموسوعي الدكتور شوقي ضيف (1910- 2005) في مارس الماضي؛ والذي شغل منصب رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العربية منذ عام 1996؛ ينتظر مجمع اللغة العربية بالقاهرة رئيسه الجديد الذي يجري انتخابه اليوم الاثنين وتشير كافة الدلائل إلى أن العالم الدكتور محمود حافظ (نائب رئيس المجمع) هو الذي سيحظى بمنصب رئيس المجمع القاهري خلال الفترة المقبلة، حيث لم يتقدم آخرون لانتخابات رئاسة المجمع حتى الآن، فضلاً عن أنه الرجل المناسب في هذا المكان، إذ تولى مهام نائب رئيس المجمع منذ عام 1995، وهو بالتالي الأقدر على استكمال مسيرة التحديث والتطوير في المجمع بعد الراحل الدكتور شوقي ضيف. وكان مجمع اللغة العربية قد شهد نجاحات ملموسة خلال الفترة الأخيرة من عهد الدكتور ضيف؛ منها: إعداد مطبوعات كثيرة للنشر بالاستعانة بمركز الحاسب الآلي في المجمع اللغوي، وتزويد مكتبة المجمع بالحاسب الآلي لتسجيل محتوياتها الفريدة إلكترونياً، وعقد العديد من المؤتمرات مثل مؤتمر «المعاجم: حاضرها ومستقبلها»، وإصدار معجم ألفاظ القرآن والمعجم الكبير (أكبر معاجم اللغة العربية) والمعجم الوسيط والمعجم الوجيز وغيرها، فضلاً عن إصدار المعاجم العلمية المتخصصة مثل معجم الجيولوجيا ومعجم الفيزيقا النووية والإلكترونيات ومعجم الفيزيقا الحديثة ومعجم الحاسبات ومعجم المصطلحات الطبية ومعجم الكيمياء والصيدلة ومعجم البيولوجيا في علوم الأحياء والزراعة ومعجم النفط ومعجم الرياضيات والمعجم الجغرافي والمعجم الفلسفي ومعجم ألفاظ الحضارة والفنون ومعجم علم النفس ومعجم الهندسة ومعجم القانون ومعجم الهيدرولوجيا ومعجم الموسيقى وغيرها. وقد انتُخِب الدكتور شوقي ضيف عضواً بمجمع اللغة العربية في سنة 1976 فأميناً عاماً له سنة 1988 فنائباً للرئيس في 1992 فرئيساً للمجمع ولاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية منذ عام 1996. والدكتور محمود حافظ؛ نائب رئيس مجمع اللغة العربية والمرشّح لرئاسته؛ ولد في عام 1912 في حي عابدين بقلب القاهرة، وقد عين معيداً بكلية العلوم في عام 1935، ثم ترقى إلى مدرس في عام 1941، وصار أستاذاً مساعداً (1948)، ثم ترقى إلى أستاذ كرسي ورئيس قسم علم الحشرات، ثم أصبح وكيلاً لكلية العلوم بجامعة القاهرة (1964- 1966)، ووكيلاً للمجلس الأعلى للبحث العلمي (1966)، ثم وكيلاً لوزارة البحث العلمي، وقد أوفد إلى بريطانيا والاتحاد السوفييتي السابق في بعثات ومهمات علمية، وزار أقسام ومراكز بحوث الحشرات في معظم البلدان الأوروبية والآسيوية والأفريقية والعربية. والدكتور محمود حافظ هو عضو في أربع وأربعين هيئة علمية مصرية ودولية، وقد انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة في عام 1977، كما أنه رئيس المجمع العلمي المصري، وعضو فخري مدى الحياة بجمعية الحشرات بروسيا، وجمعية علم الحشرات الأمريكية. وقد ساهم د.محمد حافظ في إنشاء قسم علم الحشرات بكلية العلوم بجامعة القاهرة، كما أنشأ متحف قسم الحشرات بكلية العلوم الذي يضم سبعين ألفاً من العينات وأربعة آلاف نوع، وهو الأول في الشرق الأوسط، كما أسهم في إنشاء قسم الآفات ووقاية النبات بالمركز القومي للبحوث، ووضع لبنته الأولى وعمل على تطويره، وشارك في إنشاء العديد من وحدات البحوث الحشرية بهيئات علمية عديدة؛ منها هيئة الطاقة الذرية، والمركز الإقليمي للنظائر المشعة للدول العربية، ووحدة البحوث الطبية بوزارة الصحة. ومن الإنتاج العلمي للدكتور حافظ أكثر من مائة وستين بحثاً منشوراً في مجال الحشرات ومكافحة الآفات بالمجلات العلمية المتخصصة في مصر والدول الأوروبية، كما أنه ألف وترجم وراجع عشرات الكتب في علوم الحشرات؛ منها: «علم الحيوان العام»، «تشريح الحيوان»، «أسس علم الحيوان»، وغيرها، وكتب الجزء الخاص بالحشرات في الموسوعة العربية الميسرة «فرانكلين»،كما أسهم في ترجمة بعض المواد العلمية في «معجم كومتون العلمي المصور» بإشراف الجامعة الأمريكية والموسوعة البريطانية، كذلك أسهم في «معجم علم الأحياء» و«معجم الكيمياء والصيدلة» الصادرين عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وقد حاز د.حافظ العديد من الجوائز والأوسمة؛ منها: جائزة الدولة التقديرية في العلوم في عام 1977، والميدالية الذهبية لجهوده العلمية البارزة مع شهادة تقدير من أكاديمية البحث العلمي في عام 1978، وشهادة تقدير من هيئة البحوث الدولية بوزارة الزراعة الأمريكية لبحوثه الرائدة في علم الحشرات في عام 1972، وجائزة مبارك في عام 1999. ويُشار إلى أن المجمع اللغوي القاهري قد صدر قرار إنشائه في عام 1932 وبدأ العمل به في عام 1934، ومن أهدافه: المحافظة على سلامة اللغة العربية وجعلها وافية بمطالب العلوم والآداب والفنون وملائمة لحاجات الحياة المتطورة، والنظر في أصول اللغة العربية وأساليبها لاختيار ما يوسع أقيستها وضوابطها ويبسط تعليم نَحْوها وصَرْفها ويُيسِّر طريقة إملائها وكتابتها، ودراسة المصطلحات العلمية والأدبية والفنية والحضارية وكذلك دراسة الأعلام الأجنبية والعمل على توحيدها بين المتكلمين بالعربية، وبحث كل ماله شأن في تطوير اللغة العربية والعمل على نشرها، وغيرها.