أظهر توافق "تيار المستقبل" و"اللقاء النيابي الديموقراطي" وحركة "أمل" و"حزب الله"على دعم خيار انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة البرلمان اللبناني الجديد تبايناً داخل قوى المعارضة التي حازت الأكثرية بعد الانتخابات النيابية الأخيرة. ويواجه البرلمان اللبناني للمرة الأولى استحقاق اختيار أحد الرؤساء الثلاثة للسلطة السياسية المثلثة الرؤوس في لبنان منذ اتفاق الطائف، في اطار اللعبة البرلمانية الداخلية من دون تدخل خارجي - سوري تحديداً - في تسمية الشخصية المفضلة، بحيث بات ميزان القوى الداخلي يفرض على المرشحين لهذه المناصب السعي الى عقد التحالفات والتسويات للحصول على أصوات الكتل النيابية والنجاح في تبوء المناصب العليا. وفيما يضمن توافق الكتل الأربع المذكورة الرئاسة لبري لأن مجموعها يؤمن الأكثرية له، إضافة الى أصوات نواب آخرين حلفاء له، فإن كتلتي نواب"القوات اللبنانية"و"لقاء قرنة شهوان"12 نائباً لهما مجتمعين لا يزالون يتحفظون على تأييد بري، هذا إضافة الى ان كتلة العماد ميشال عون 14 نائباً لم تأخذ موقفاً نهائياً بعد، في انتظار اجتماعها غداً الاثنين. وكان موضوع انتخاب بري لرئاسة البرلمان محور بحث أمس في زيارة قام بها زعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الدين الحريري الى قائد"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع في سجنه في وزارة الدفاع حيث اجتمعا لساعة ونصف الساعة. ولم يرشح شيء عن الاجتماع لجهة موقف"القوات"من انتخاب بري، خصوصاً انها تميل الى اعتماد الورقة البيضاء اذا لم يحصل ما يعدل في موقف نوابها غداً الاثنين. وكان النائب عن القوات جورج عدوان قال صباحاً ان التحالف شراكة كاملة يحترم فيها كل واحد الآخر، ولا يعني أن يتخذ فريق موقفاً ويدعو الآخرين الى الانضمام اليه". وأضاف:"ليس وارداً بالنسبة الى القوات أن تتبع أحداً وليست من النوع الذي يريد أن يكون لها نواب فقط أو أن يأخذ حلفاؤها موقفاً ثم ان يجرّوا الآخرين اليه". وعلمت"الحياة"ان اجتماعاً سيعقد قريباً بين"اللقاء النيابي الديموقراطي"بزعامة النائب وليد جنبلاط وكتلة نواب"القوات"لتنسيق الموقف من انتخابات رئاسة المجلس النيابي ومن الاستحقاق الحكومي المقبل. كما ان أصدقاء مشتركين بين بري والعماد ميشال عون يقومون باتصالات لاستكشاف مدى امكانية كسب أصوات كتلته الى جانب رئيس حركة"أمل". وقال العماد عون أمس أن الحريري والكتل المتحالفة معه"يدعون الى التعاون ويقولون باليد الممدودة. والآن لدينا مناسبة انتخاب رئيس المجلس النيابي ونحن لدينا مشروع اصلاحي حول الأداء في مكتب البرلمان والأداء في داخله. نحن نتمنى أن يترجم ذلك بالأفكار الاصلاحية التي نطرحها". تعديل صلاحيات رئاسة المجلس وهيئة المكتب بالنسبة الى مهلة عرض القوانين على الهيئة العامة. وأضاف:"اذا تم ذلك بالفعل تكون بداية صحيحة للانتقال الى مرحلة أخرى". وقالت مصادر سياسية مطلعة ان المشاورات الجارية بين القوى المختلفة ستكون اختباراً أولياً للكتل النيابية حول الاستحقاق المقبل الأكثر أهمية وهو تسمية رئيس الحكومة العتيد، ثم تشكيل الحكومة العتيدة، وذكرت مصادر مسؤولة في"لقاء البريستول"ل"الحياة"ان الخيارات باتت محصورة في هذا الصدد بين أن تسمي المعارضة الوزير السابق فؤاد السنيورة لرئاسة الحكومة، أو أن تسمي الحريري نفسه، مع الميل نحو خيار السنيورة لأن هناك مرحلة امتحان ستمر بها العلاقة بين المعارضة ورئيس الجمهورية اميل لحود توجب ابقاء الحريري بمنأى عن تفاعلاتها خصوصاً اذا تميزت بصراع مع موقع الرئاسة الأولى.