شنّ أطراف في المعارضة اللبنانية أمس، هجوماً عنيفاً على الحكومة والوفد اللبناني الى مؤتمر انابوليس، في حين انصبت مواقف الأكثرية على الإشادة بالخطوة وتبرير المشاركة. واعتبر وزير التنمية الإدارية جان اوغاسبيان بعد زيارته رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن"لبنان يذهب إلى انابوليس وهو مسلح بإجماع لبناني حول قضية الصراع مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن لبنان لديه"القرار 1701 الذي يجب الدفاع عنه من اجل تطبيقه وتعزيزه وليس تركه وإهماله". ولفت إلى أن"وجود لبنان سيكون ضرورياً إلى جانب الإجماع العربي المشارك في المؤتمر، خصوصاً أن المجال سيكون واسعاً لطرح قضايا تتعلق بمصالح لبنان الوطنية العليا، لا سيما ما يتعلق بمزارع شبعا وقضية الأسرى والخروق الإسرائيلية الجوية والبحرية ومسألة الألغام، إضافة إلى البحث في مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية". وقال:"بمجرد طرح مبادرة السلام العربية ومسألة تطبيق القرار 194 وعودة الفلسطينيين إلى وطنهم، فإن هذا سيشكل استجابة لما نؤكده باستمرار حول رفض التوطين في لبنان، كما أن مشاركة العرب موحدين تؤمن دعماً للمفاوض الفلسطيني كي يحقق الشعب الفلسطيني أهدافه وتطلعه إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس". ورأى أن"عدم الذهاب هو من اكثر الاحتمالات سلبية لأن لبنان، كان عملياً سيظهر منفرداً ومتفرداً وخارج إجماع الدول العربية وسيبدو دولة عاجزة وغائبة يقرر الآخرون في شأنها ومن دون علمها وفي غيابها". وفي المقابل، أكد وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ"انه حصل استعجال وتسرع في قرار المشاركة في مؤتمر انابوليس"، وقال:"كنا خلال الفترة الماضية نترقب أسس هذا المؤتمر ومرجعياته، وكنا ننتظر توضيح تفاصيله من الجهة الداعية، فإذ بنا نفاجأ قبل أيام قليلة من انعقاده بوصول دعوة شكلية لا تنم عن أي فائدة للبنان جراء مشاركته في المؤتمر". وأضاف أن"لبنان لديه وضع خاص في ما يتعلق بالقضايا العالقة مع إسرائيل والتي ترعاها قرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن وهي غير خاضعة للتفاوض السياسي توصلاً إلى تنفيذها". ونبه الى"أن الدخول في آلية تفاوضية كالتي من الممكن أن تنشأ عن المؤتمر قد يمس الاطلاقية التي تتمتع بها القرارات الدولية". وأضاف:"قد يقول قائل إن مشاركة لبنان ضرورية كونه معنياً بموضوع اللاجئين ويرد على ذلك بأن طبيعة هذه المشاركة احتفالية ورمزية، وقد تستغل لاحقاً لتغطية أمور ليس في مصلحتنا أن نكون شهوداً عليها". ووصف عضو كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية حسين الحاج حسن مشاركة الحكومة في مؤتمر"أنابوليس"ب"الخطيئة السياسية والدستورية الكبيرة جداً والتي تزيد من حدة الانقسام الداخلي". واعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن"مؤتمر انابوليس محاولة أميركية جديدة لتحسين صورة إسرائيل ووضعها في المنطقة، وعدم حضور قضايا لبنان في المؤتمر أمر مرفوض"، وقال:"نرفض أن يكون لبنان على هامش الحلول، وعلى اللبنانيين أن يعوا ما يدار ويخطط للمنطقة ولفلسطين التي أصبحت على مفترق طرق خطير". ورأى النائب السابق فارس سعيد في حديث إلى موقع"لبنان الآن"الإلكتروني أن"نتائج مؤتمر انابوليس لا تنعكس على مستقبل ميشال عون بل على حجم علاقات"حزب الله"مع النسيج الداخلي اللبناني ومستقبلها". وقال:"عام 1992 كان الحدث الداخلي اللبناني الانتخابات النيابية والحدث الإقليمي كان مؤتمر مدريد. والجدل دار يومها حول مشاركة سورية في المؤتمر أو عدم مشاركتها. نحن الفريق المسيحي الذي قاطع الانتخابات النيابية راهنّا على أن سورية لن تذهب إلى مؤتمر مدريد وأن لا تسوية أميركية - سورية. وفور إعطاء الإشارة بأن دمشق ستشارك في المؤتمر دفع الفريق المسيحي الذي قاطع الانتخابات النيابية الثمن. اليوم الحدث الداخلي اللبناني هو الانتخابات الرئاسية والحدث الإقليمي هو مؤتمر انابوليس. أخشى أن يكون مستقبل حزب الله شبيهاً بما دفع ثمنه المسيحيون عام 1992". وجدد"الحزب السوري القومي الاجتماعي"، في بيان أمس، استنكاره"لتهافت الوفود العربية على حضور المؤتمر، على رغم تسليم الجميع بأن هذا المؤتمر لن ينتج منه غير تلميح صورة الرئيس الأميركي جورج بوش واظهاره على أنه بطل سلام". كما دان ارسال حكومة السنيورة الفاقدة الشرعية أحد وزرائها للمشاركة في أنابوليس". وفلسطينياً، نقل ممثل"منظمة التحرير الفلسطينية"في لبنان عباس زكي إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري رسالة من الرئيس محمود عباس، فحواها"أننا نحن الفلسطينيين لن نذهب بأي ثمن ولا يعني الذهاب إلى أنابوليس تفريطاً أو تطبيعاً لأي جهة، لأن عملية المفاوضات ستنطلق في روسيا وفي أماكن أخرى وعلى قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية". واستنكاراً للمؤتمر، نظمت قوى التحالف الفلسطيني اعتصاماً في مخيم البص، كما نفذ عشرات الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة اعتصاماً بدعوة من"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين".