نصب البابا بينيديكتوس السادس عشر في الفاتيكان أمس، بطريرك الكلدان العراقيين عمانوئيل الثالث دلّي، كاردينالاً، ليكون بذلك أول عراقي يتبوأ هذه المرتبة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وخلال قداس التنصيب، خصّ الحبر الأعظم العراق بكلمات مليئة بالمشاعر وتمنى"لشعبه الحبيب تحقيق السلام والوئام". وكان البابا قال خلال إعلانه منح منصب الكاردينال إلى راعي الكنيسة العراقية:"أرغب في أن أمنح كرامة مرتبة الكاردينال إلى إثنين من الرعاة الكنسيين اللذين يستحقان هذا اللقب عن جدارة واستحقاق لما قدّماه من تضحيات وخدمات من أجل الكنيسة"، كان أحدهما بطريرك الكلدان في العراق عمّانوئيل الثالث دلّي. وجرت مراسم التنصيب في احتفال مهيب تزامن مع الاجتماع الثاني للكرادلة في عهد البابا بينيديكتوس السادس عشر تناول أحد أهم الملفات في تاريخ الكنيسة المعاصرة، وهو التباينات بين الطوائف المسيحية، والعلاقة بين الكاثوليك والأرثوذوكس من جهة، وعلاقة الكاثوليك مع البروتستانت من جهة ثانية. وعلى رغم أن الكاردينال عمّانوئيل الثالث دلّي لن يشترك في انتخاب بابا جديد لتجاوزه الثمانين من العمر، إلا أن اختياره في مجمع أمراء الكنيسة العالمية جاء بمثابة اعتراف كبير من الكنيسة الكاثوليكية بالمكانة التاريخية لمسيحيي العراق وبالدور الذي لعبوه في الحفاظ على التجانس الوطني عبر العصور. ولم يقتصر الاحتفال بهذه المناسبة على عراقيين رفرفوا في ساحة القديس بطرس الأعلام العراقية، بل حضر مراسم التنصيب وفد رسمي كبير ضم وزراء ونواباً عراقيين ومسؤولين كباراً في الحكومة المركزية وفي حكومة إقليم كردستان. وجاء تنصيب بطريرك الكلدان في العراق عمّانوئيل الثالث دلي كاردينالاً ومباركة البابا له، ضمن تنصيب مجموعة من الكرادلة ضمّت 23 كاردينالاً جديداً. وبين الكرادلة الجدد الذين نصّبهم البابا اليوم 18 كاردينالاً ما دون سن الثمانين من العمر، لذا سيكون لهم دور وصوت في انتخاب بابا جديد. ونالت أوروبا حصة الأسد من التنصيبات لجديدة، إذ رفّع البابا عشرة كرادلة أوروبيين بينهم أربعة إيطاليين، وثلاثة من أميركا اللاتينية وإثنان من أفريقيا وإثنان من الولاياتالمتحدة وكاردينال واحد من آسيا. ووصف البابا اختياراته هذه بكون"الكاردينالات الجدد يأتون من بقاع شتى من العالم، ويمثلون بمجموعهم الكنيسة بمختلف مظاهرها وبتعدد مشاربها".