رسم مركز بحوث "سنلس كاونسيل" الذي يُعنى بالأمن والتنمية أمس، صورة قاتمة لمستقبل أفغانستان, وحذّر من أن حركة"طالبان"ستكون على"أبواب كابول"بدءاً من العام المقبل. وأوصى بزيادة عدد قوات الحلف الأطلسي"ناتو"في أفغانستان إلى 80 ألف جندي، أي ضُعف عددها حالياً، وشن عمليات داخل مناطق القبائل الباكستانية التي تُعتبر قاعدة خلفية لمقاتلي"طالبان"وتنظيم"القاعدة". وعرض تقرير المركز الذي قدم في لندن بعنوان"أفغانستان على شفير هاوية"الأوضاع الميدانية في جنوبأفغانستان المحاذي للحدود مع باكستان، والذي يشكل مناطق نفوذ قبائل البشتون التي ينتمي إليها معظم عناصر"طالبان". وأكد أن"طالبان"أظهرت قدرتها على إعادة الانتشار، و"أن لها وجوداً دائماً"وسط نسبة 54 في المئة من السكان، خصوصاً في الجنوب. وتابع ان الحركة، تسيطر اليوم على مناطق واسعة في الجنوب وبعض المدن الكبرى. وكشفت خريطة سيطرة"طالبان"على معظم ولايات هلمند وقندهار وأورزجان، وانحصار وجود قوات"الناتو"والجنود الأفغان في مناطق صغيرة متفرقة في هذه الولايات. وقالت نورين ماكدونالد التي أجرت بحوثاً ميدانية في ولايات الجنوب والجنوب الشرقي، إن"الأمور تتجه نحو الأسوأ وثمة مخاوف جدية من أن تسيطر طالبان مجدداً على أفغانستان، على رغم كل الأموال التي تُضخ و"الالتزام"الذي يُظهره المجتمع الدولي". ولفتت إلى أن التمرد الذي تقوده"طالبان"في تلك المناطق يختلف عن تمرد ولايات الجنوب بأنه"ذو نكهة عربية"، مشيرة إلى أن مقابر المقاتلين العرب هناك صارت محجاً للأفغان. ورأت أن الوضع الحالي يُظهر عدم قدرة القوات الأفغانية على الصمود وحدها في مواجهة"طالبان"، متوقعة أن تقف الحركة على أبواب كابول عام 2008". وتلا بول بيرتون توصيات المركز قائلاً إن"هزيمتنا في أفغانستان ستكون كارثية للغرب ولمستقبل الناتو". وأوصى بزيادة عدد قوات"الناتو"إلى الضعف، أي إلى 80 ألف جندي، ورفع الشروط التي يضعها بعض دول الحلف على دور جنودها في أفغانستان، وضم"قوات من دول إسلامية"، وشن"الناتو"عمليات"على الأرض داخل باكستان"وتحديداً في الإقليم الشمالي الغربي منطقة القبائل. وأقر جوريت كامينغا في الجزء الخاص من التقرير بسياسة مكافحة المخدرات بأن هذه السياسة"فشلت فشلاً ذريعاً"وأن المطلوب البحث عن حل آخر"غير استخدام رش المبيدات"، مقترحاً درس إمكان استخدام زراعة الأفيون في إنتاج أدوية، في ضوء فشل الدول الغربية في إقناع الأفغان بوقف زراعة المخدرات. ورداً على سؤال ل"الحياة"، قالت نورين ماكدونالد أن المركز يدعم إجراء الرئيس حميد كارزاي حواراً مع عناصر معتدلة في"طالبان"، لكنها ترفض أن يوضع الرئيس الأفغاني في وضع يشعر فيه بأنه مرغم على"محاورة المتطرفين"وضمهم إلى حكومته. وشددت على أهمية انضمام"قوات إسلامية"إلى"الناتو"ل"حرمان طالبان والقاعدة من الدعاية التي يطلقونها ضد القوات الغربية بأنها احتلال كافر لبلادهم". لكنها استبعدت أن تنضم قوات إيرانية أو باكستانية إلى هذه القوات.