اغتال متشددون أمس، الملا رحمن غل رئيس مجلس العلماء في ولاية كونار شمال غربي أفغانستان، وذلك بعد أيام من دعوته للحوار والاستقرار في البلاد ونبذ العنف والعمليات المسلحة، في محاولة لحشد الدعم المطلوب لعقد الرئيس حميد كارزاي مجلس قبلي موسع (لويا جيركا) والمقرر نهاية الشهر الجاري، والذي سيشهد دعوة حركة «طالبان» وباقي الجماعات المتطرفة في البلاد الى إلقاء السلاح وإطلاق مفاوضات مع كابول. وأردي الملا غل مع أحد أشقائه وقريب لهما في مكمن نصب لسيارتهم على طريق في منطقة تشابا دارا بولاية كونار المجاورة لإقليم باجور القبليالباكستاني، حيث ينشط عناصر الحزب الإسلامي وتنظيم «القاعدة» والجماعة الأفغانية السلفية و «طالبان». في غضون ذلك، أعلنت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) سقوط خمسة جنود في صفوفها في اعتداءات شملت مناطق مختلفة خلال الساعات ال24 الأخيرة، بينهم جنديان إيطاليان في انفجار لغم لدى عبور قافلتهما قرب ولاية هيرات (غرب) وجنديان اميركيان في الجنوب. ورفع ذلك الى 202 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان منذ مطلع السنة، وهو الأكبر خلال الفترة ذاتها منذ إطاحة نظام «طالبان» نهاية 2001، ما يؤكد تكثف تمرد الحركة في مقابل تدفق التعزيزات العسكرية الى هذا البلد. وكان رئيس هيئة اركان الجيش الأميركي الأميرال مايكل مولن أعلن انه يجب توقع سقوط مزيد من الضحايا في صفوف القوات الدولية، خصوصاً الأميركية، مقراً في كانون الأول (ديسمبر) المقبل بأن «المهمة ستكون اصعب مما كانت عليه قبل سنة لأن التمرد اصبح اكثر عنفاً وتوسعاً واكثر تطوراً وفاعلية». وفيما يستعد الحلف الأطلسي منذ شهور لاختبار قوته في ولاية قندهار، مهد «طالبان»، في هجوم يتوقع ان يبلغ ذروته خلال الصيف حين ستصل كل التعزيزات الأميركية والأجنبية، افاد استطلاع أجرته منظمة «انترناشيونال كاونسيل اون سيكيوريتي اند ديفلوبمنت» غير الحكومية لحقوق الإنسان، ان 61 في المئة من الأفغان في مرجة التي استهدفها هجوم كبير للحلف مطلع السنة عبروا عن رأي «اكثر سلبية» تجاه قوات الحلف منذ بدء هذا الهجوم. وفي باكستان، سلم قاري حنيف جابول قائد «طالبان» جنوب البنجاب نفسه الى الشرطة بعدما أمرت الشرطة باعتقاله. وأقرّ في تصريحات أدلى بها أمام وسائل الإعلام داخل مقر الشرطة بضلوعه في تفجيرات عدة حصلت في باكستان وأنه خبير متفجرات، معلناً أن مخططات غالبية العمليات الانتحارية التي نفذت في البلاد وضعت في مناطق وزيرستان القبلية (شمال غرب). وكانت «طالبان البنجاب» دعت إلى مسيرات سلمية في مدن جنوب الاقليم، لكن السلطات منعتها كون الجهة الداعية لها غير معترف بها قانونياً ومحظور عليها العمل في باكستان.