بدأت في باكستان تحضيرات اداء الرئيس برويز مشرف قسم اليمين لولاية ثانية تمتد خمس سنوات، في ظل ترجيح رفض المحكمة العليا اليوم الطعن السادس في شرعية انتخابه في السادس من تشرين الأول اكتوبر، فيما اكد المدعي العام الباكستاني مالك محمد قيوم ان مشرف سيستقيل السبت من منصب قائد الجيش. وأكد الناطق باسم مشرف الجنرال المتقاعد راشد قرشي أن التحضيرات بدأت في قصر الرئاسة لأداء مشرف قسم اليمين في اليوم ذاته لتخليه هم قيادة الجيش او في اليوم التالي، في وقت يستمر تطبيق حال الطوارئ التي فرضها في الثالث من الشهر الجاري. ويعد تخلي مشرف عن منصبه العسكري أحد أبرز الوسائل لامتصاص النقمة الداخلية والخارجية من فرض الطوارئ والتي تصر المعارضة على رفعها قبل إجراء الانتخابات البرلمانية في الثامن من كانون الثاني يناير المقبل، فيما اكد مسؤولان باكستانيان بارزان طلبا عدم كشف اسميهما ان المعارض نجم الكريكت السابق عمران خان المعتقل منذ اسبوع سيطلق في"الساعات المقبلة"، الى جانب جميع المعتقلين السياسيين في اقليم البنجاب شرق. وفي مسعى آخر لتخفيف حدة الضغوط الخارجية، باشرت الحكومة الباكستانية اتصالاتها مع منظمة دول الكومنولث لثنيها عن تجميد عضوية باكستان. وأعلن الناطق باسم الخارجية الباكستانية محمد صادق ان رئيس الحكومة الانتقالية محمد ميان سومرو اتصل بنظيره البريطاني غوردن براون لحضه على التريث في اتخاذ قرار تجميد العضوية، مطالباً اياه بالعمل على ان ترسل المنظمة التي يجتمع وزراء خارجيتها في أوغندا اليوم، وفداً وزارياً لتقصي الحقائق على الأرض ومعاينة الأوضاع الداخلية الباكستانية التي تقول الحكومة إنها ادت الى فرض حال الطوارئ، وتتعلق بتردي الأوضاع الأمنية في باكستان وتنامي تيار الجماعات الدينية المسلحة في مناطق القبائل شمال غرب. ولقي الرئيس مشرف أول من امس دعم الرئيس الأميركي جورج بوش الذي صرح بأنه مقتنع بشخصية مشرف"المحب للديموقراطية والمؤمن بها إلى حد كبير". في غضون ذلك، أكدت الرئاسة الباكستانية ان الرئيس مشرف الذي عاد من السعودية أول من أمس، لم يلتق في المملكة رئيس الوزراء السابق نواز شريف احد قادة المعارضة،"اذ انه لم يملك اي نية للقاء شريف", واصفة المعلومات في هذا الشأن بأنها"محض سخافات". وأوضحت الرئاسة ان مشرف أجرى محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وقادة سعوديين حول مسائل ثنائية تتعلق بالأمن خصوصاً، فيما كشفت مصادر في حزب"الرابطة الإسلامية - جناح شريف"ان زعيمها رفض لقاء الرئيس الباكستاني"الذي طالب السعودية بوضع حد لتصريحات شريف من جدة، في مسعى من مشرف لتحييد رئيس الوزراء السابق في مرحلة ما قبل الانتخابات البرلمانية. لكن السعودية نصحت الرئيس الباكستاني بإصدار عفو عام عن جميع المعارضين لنظامه والسماح لشريف بالعودة مباشرة بعد أدائه قسم اليمين كرئيس مدني، ما يسمح لشريف بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة". ويخشى مشرف وحزب"الرابطة الإسلامية جناح قائد أعظم"الداعم له عودة شريف قبل الانتخابات البرلمانية، لأنه يؤثر في قوة الحزب الداعم لمشرف ويعرضه لخطر الانقسام الداخلي، وانشقاق مجموعات منه تنضم إلى شريف. في غضون ذلك، أشارت رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي شككت سابقاً في نزاهة الانتخابات المقبلة ونزاهتها في ظل"الطوارئ"وجدوى مراقبة خبراء أجانب لها، إلى أن"حزب الشعب"الذي تتزعمه سيقرر خلال يومين إذا كان سيخوض الانتخابات الاشتراعية المقبلة أو سيقاطعها.