صدر أخيراً كتاب جديد، للباحث المصري رامي عطا صديق، عنوانه "صحافة الأرمن فى مصر... الملحق الشهري العربي لجريدة أريف دراسة حالة". كتبت عواطف عبدالرحمن، أستاذة الصحافة في كلية الإعلام في جامعة القاهرة في تقديمها للكتاب،"أنه يحوي أول دراسة باللغة العربية عن جانب مهم من جوانب عديدة للنشاط الدؤوب الذي يبذله أبناء الجالية الأرمنية في مصر للتعريف بقضيتهم والكشف عن إصرارهم على كسب الرأي العام المصري والعربي لمساندتهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة وحرصهم على إبقاء قضيتهم حية ونابضة في الذهن والضمير الجماعي المصري والعربي... أعتقد بأن ملحق"أريف"العربي منذ صدوره العام 1998 وحتى الآن يعد خطوة مستنيرة وشجاعة في إرساء جسور التواصل الفكري والثقافي بين النخبة المثقفة الأرمنية والنخب الثقافية في مصر ولكن يبقى التواصل مع سائر شرائح الشعب المصري التي تواصلت بالفعل مع الجالية الأرمنية في كثير من المواقع الحياتية خصوصاً في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، وكان للصحافة المصرية نصيب لا ينسى". يتناول الكتاب النشاط الصحافي للجالية الأرمنية في مصر، من خلال أحد تجلياته، حيث الملحق الشهري العربي لجريدة أريف - وهي جريدة مصرية يصدرها يومياً الأرمن المصريون باللغة الأرمنية، أما ملحق الجريدة فإنه يصدر شهرياً باللغة العربية ويرأس تحريره محمد رفعت الإمام، وپ"أريف"تعني الشمس باللغة الأرمنية. وتتناول هذه الدراسة مضمون الملحق وشكله عبر مئة عدد صورت من كانون الثاني يناير 1998 الى نيسان ابريل 2006. وحاولت الدراسة الاقتراب من مساهمة الأرمن في حركة الصحافة المصرية منذ القرن التاسع عشر، ذلك أن بعض مثقفي الأرمن ومنذ فترة مبكرة من شروق شمس الصحافة في مصر اهتم بالصحافة من خلال العمل بها وإصدار الصحف، وذلك على مختلف مضامينها وأشكالها، وتنوع أهدافها ولغاتها أيضاً. ومن ثم فإنه لم يكن غريباً أن يبرز عدد من الصحافيين الأرمن الذين أثروا النشاط الصحافي في مصر، كان منهم على سبيل المثال لا الحصر أديب اسحق ورسام الكاريكاتور صاروخان. أما بالنسبة للجانب الأكبر من هذه الدراسة، فقد كان من نصيب الملحق الشهري العربي لجريدة أريف... وهي جريدة مصرية الجنسية أرمنية اللغة ويقوم على أمرها مجموعة من الأرمن المصريين أو المصريين من أصل أرمني. ورئيس تحرير محلق"أريف"محمد رفعت الإمام، هو باحث مصري معني بالتاريخ الحديث والمعاصر وتاريخ الأرمن وجاليتهم في مصر على وجه الخصوص. يشير المؤلف إلى أن ملحق أريف صدر في واقع الأمر ليسد نقصاً سواء في الإعلام المصري أو العربي أو الأرمني، لجهة تسليط الضوء على تاريخ الأرمن في مصر وحاضرهم. ويرى المؤلف أن الملحق نجح إلى حد كبير في التعريف بالأرمن، وذلك في مجالات عدة منها: التاريخ والأدب والسياسة والطب وفنون المسرح والموسيقى والسينما والتصوير. كما أنه نجح كذلك في التعريف بالقضية الأرمينية، وهي قضية الإبادة العرقية التى تعرض لها الأرمن على أيدي السلطات العثمانية خلال الفترة الممتدة من أواخر القرن التاسع عشر إلى الربع الأول من القرن العشرين، وهي تُعد قضية أساسية ومحورية في حياة الأرمن إلى اليوم? ولعل الملحق بكتاباته في هذا الشأن تجاوز وظيفة الإعلام إلى وظيفة أخرى ربما أكثر أهمية وهي كسب رأي عام متعاطف مع وجهة النظر الأرمنية. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل اهتم ملحق"أريف"- في جانب آخر منه - بتعريف المصريين بأنفسهم ولكل قراء الملحق من العرب والأرمن وقراء اللغة العربية، وذلك بما تضمنته صفحاته من مواضيع شتى في تاريخ مصر وحاضرها. كما كان له اهتمام بنشر مواضيع عدة تتناول العلاقات الأرمنية ? المصرية والأرمنية - العربية? وبين غلافي الملحق اجتمع كثر من مثقفي مصر والأرمن والعرب، يكتبون مقالاتهم ويطرحون أفكارهم ورؤاهم، ما أضفى نكهة ثقافية خاصة. شملت الدراسة أيضاً تحليل خطاب الملحق الخاص بقضية الإبادة العرقية، والذي يركز على ضرورة اعتراف تركيا - وريثة الدولة العثمانية - بالإبادة العرقية ضد الأرمن، وعلى حق الأرمن في استرداد أراضيهم التى استولت عليها السلطات العثمانية قديماً وورثتها تركيا. ويقدم الباحث في نهاية دراسته مجموعة من المقترحات، منها الاهتمام بأن يكون لملحق"أريف"موقع على شبكة الانترنت، باعتبارها وسيلة إعلامية حديثة لها جمهورها الخاص، مما يكسبه مزيداً من القراء، وترجمة بعض المواضيع عن الجريدة الأم باعتبارها أولاً وأخيراً جريدة مصرية تصدر باللغة الأرمنية وإجراء استطلاع رأي لقراء الملحق يتناول رأيهم فيه شكلاً ومضموناً.