ارتفع ضحايا حادثة انفجار الحوية شرق السعودية، إلى 41 شخصاً، بعدما عُثر أمس على أربع جثث جديدة، فيما يرجح وصول الحصيلة النهائية إلى 48 قتيلاً، مع احتمال العثور على جثث أخرى في الموقع، فيما نقلت 37 جثة أمس إلى مستشفى في الدمام شرق لاخضاعها لاختبار الحمض النووي الريبي دي ان ايه، للتأكد من هوياتها، بعد ان تعذر التعرف عليها، بسبب تحول بعضها إلى أشلاء، وتفحمها بالكامل. وقال رجال من الدفاع المدني والأدلة الجنائية والمسعفين، إضافة إلى طواقم"أرامكو السعودية"، كانوا في الموقع منذ صباح أمس ل"الحياة"ان"كل شيء كان منصهراً في موقع الانفجار في الحوية، حتى الحديد الصلب ذاب كما الشمع المنصهر". وروى احد المسعفين:"شاهدت جثة لرجل لا يفصله سوى سنتيمترات عن الأنبوب المنفجر الذي صهر جلده تماماً، ولم يتبق سوى عظامه، ويداه كانتا مطبقتين على وجهه، في محاولة على ما يبدو لصد ألسنة اللهب"التي إمتدت لتغطي دائرة قطرها كيلومتر، وهو ما يفسر العثور على بقايا جثث منصهرة وأشلاء انفصلت عن أجساد أصحابها، وتوزعت في أماكن عدة. على رغم ذلك خرج العامل طاهر العلي سالماً، لم يمسسه سوء، بعد ان أعلنت وفاته أول من أمس، إذ لم يعثر عليه، فضمه زملاؤه إلى"قائمة المتوفين"أو على الأقل"المفقودين"، غير ان العناية الإلهية أنقذته، بعد أن خرج من العمل وزميله اللبناني قبل نصف ساعة من وقوع الانفجار، لم يصب طاهر، بيد ان زميله الذي كان في دورة مياه تبعد نحو 400 متر عن مركز الانفجار، أصيب في ظهره. وعلى رغم أن وجه الأنبوب المنفجر كان في اتجاه الجنوب، إلا أن من كان في الشمال لم يسلم أيضاً من الحرارة العالية، التي كان يدفع بها الأنبوب في كل اتجاه، إذ عثر على جثث متفحمة داخل خيمة كان أصحابها يقضون وقتاً للراحة.