بدأ وفد من اقليم كردستان برئاسة رئيس البرلمان عدنان المفتي محادثات مكثفة في بغداد حول الازمة المتفاقمة مع تركيا وتهديدها باجتياح شمال البلاد، فيما قرر العراق أن يعرض أمام مؤتمر اسطنبول اليوم ورقة عمل تتضمن قضية"حزب العمال الكردستاني"، وأزمة الحدود وملفات الأمن والطاقة واللاجئين. وعلمت"الحياة"ان الرئيس جلال طالباني تلقى دعوة من الحكومة التركية لزيارة انقرة التي وافقت ايضاً على استقبال وفد يمثل سبعة أحزاب كردية، بضمنها حزب طالباني"الاتحاد الكردستاني"والحزب"الديموقراطي الكردستاني"بزعامة مسعود بارزاني. وشدد المفتي، خلال كلمته امام البرلمان في بغداد على"ضرورة اتخاذ مواقف موحدة تجاه القضايا التي تواجهنا معاً، لا سيما الأزمة مع تركيا ووجود"حزب العمال الكردستاني"، مشيراً الى ان وفده"جاء الى بغداد لهذه الغاية والخروج بموقف ينبذ الحل العسكري بشتى أنواعه ويشدد على الحوار الديبلوماسي". وطالب المفتي الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي بالتدخل"لثني الاتراك عن استخدام الخيار العسكري واجتياح شمال البلاد". من جهته، قال القيادي في جبهة"التوافق"عبدالكريم السامرائي، عضو المكتب السياسي ل"الحزب الاسلامي":"على العراقيين ان يتذكروا مواقف الاتراك الايجابية من العراق، ومنها منع القوات الاميركية المحتلة من استخدام اراضيهم منطلقاً للاحتلال عام 2003". وطالب"الحزب الديموقراطي الكردستاني"بزعامة بارزاني بعدم"دعم حزب العمال الكردستاني، وان لا يدخل البلاد في حرب جديدة، واذا وقعت فإننا نتمنى ان لا يكون طرفاً فيها". ومن المقرر ان يعقد الوفد الكردي محادثات مع رئيس الحكومة نوري المالكي وعدد من قادة الكتل السياسية. وكان طالباني أعلن خلال اجتماعه مع الوفد مساء اول من امس دعمه الكامل لإنجاح مهمة الوفد"المتمثلة في حشد التأييد لإيجاد حل سلمي للتوتر الموجود على الحدود العراقية التركية". الى ذلك، قال وكيل وزارة الخارجية محمد الحاج محمود أحد اعضاء الوفد العراقي الى مؤتمر اسطنبول، ستقدم ورقة عمل تتضمن"قضية حزب العمال الكردستاني والازمة المتصاعدة على الحدود مع تركيا بالاضافة الى ملفات الامن والطاقة واللاجئين". واضاف محمود ان"العراق سيدعو المجتمعين الى ادراج الأزمة الاخيرة بينه وبين تركيا على جدول اعمال المؤتمر والاستفادة من الحشد الدولي لإيجاد حل سلمي للقضية". وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري أعرب خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، اول من امس عن أمله بأن"لا يخرج المؤتمر الدولي في اسطنبول عن قضاياه الاساسية وهي الامن العراقي وأزمة اللاجئين وقضية تزويد العراق بالطاقة التي يحتاجها". من جهة أخرى، أبلغ القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان"الحياة"ان"طالباني تلقى دعوة من الحكومة التركية لزيارة أنقرة بعدما رفضت استقباله خلال حكم الرئيس احمد نجدت سيزار"، مضيفاً ان طالباني لم يحدد بعد موعد زيارته وقد يرفضها بسبب مواقف الاتراك المعادية". ولفت عثمان الى ان تركيا وافقت ايضاً على استقبال وفد المجلس السياسي الاعلى للأحزاب الكردية المكون من سبعة أحزاب، بينها الحزبان الكرديان الرئيسيان"الاتحاد الوطني"و"الحزب الديموقراطي"، موضحاً ان"ذلك سيكسر الجمود الذي يلف الأزمة الحالية".