دعمت المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية السناتور هيلاري كلينتون موقعها القيادي في حزبها الديموقراطي، في السباق الرئاسي الى البيت الأبيض، بعد مناظرة ساخنة أيدت فيها الحوار مع ايران من دون شروط، واختلفت مع منافسيها بوضع الأمن القومي الأميركي في سلم أولوياتها وفي مرتبة أعلى من حقوق الانسان ونشر الديموقراطية. وبعد أسبوعين شاقين لحملة كلينتون بسبب مواقفها المتناقضة من المهاجرين غير الشرعيين وسياستها المتشددة حيال ايران، استعادت السيدة الاميركية الأولى سابقا 1992 - 2000 صدارتها في مناظرة ليل أول من أمس في ولاية لاس فيغاس، والتي نقلتها شبكة"سي. أن. أن"، لتقترب أكثر من حصد ترشيح حزبها في الانتخابات التمهيدية خلال ستة أسابيع. وهاجمت كلينتون بشدة منافسيها السناتور باراك أوباما والمرشح السابق جون إدواردز، واعتبرت نفسها المرشحة الأكثر"خبرة وقدرة على صد اليمين المتشدد"في حال انتخابها رئيسة السنة المقبلة. وتشعبت مواضيع المناظرة بين السياسة الخارجية والمواضيع الداخلية التي تهم المواطن العادي، وتراجع العراق فيها عن صدارة القضايا الخارجية لتحل مكانه الأزمة الحالية في باكستان والملف النووي الايراني. وحاولت كلينتون الظهور بصورة غير تقليدية وابراز تشددها في الأمن القومي، على عكس منافسيها الديموقراطيين ومرشحين سابقين للحزب. اذ أكدت أولوية الأمن القومي والدفاع عن الولاياتالمتحدة أمام مسألة حقوق الانسان ونشر الديموقراطية، وذلك في ردها على سؤال عن أسلوب التعاطي مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف. وفيما اعتبر المرشح بيل ريتشاردسون أن مبادئ حقوق الانسان تأتي قبل الأمن، رأى أوباما أنها"تكمل بعضها الآخر". ودعا المرشحان الى وضع شروط على المساعدات الأميركية لحكومة مشرف، في مقابل رفعه قانون الطوارئ واجرائه الانتخابات. ودافعت كلينتون عن تصويتها على قرار يعتبر"الحرس الثوري"الايراني و"قوات القدس"منظمتين ارهابيتين. ووضعته ضمن اطار"الأدوات الديبلوماسية القاسية والضرورية"في التعامل مع طهران ولردعها عن السلاح النووي، متجاهلة الانتقادات من منافسيها لكون القرار قد يوفر الخلفية المطلوبة للرئيس بوش لشن حرب على ايران. ونقلت مصادر مطلعة أن كلينتون تلقت ضمانات من وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بأن هذا القرار لن يستخدم لتبرير أي حرب على طهران. كما جددت كلينتون تأييدها للحوار مع ايران من دون شروط مسبقة، بما فيها وقف تخصيب اليورانيوم الذي تتبناه الادارة اليوم. وتتقدم كلينتون في الاستطلاعات الوطنية بفارق اكثر من 20 نقطة على كل من إدواردز وأوباما. الا أن هذه النسبة تتضاءل في ولايات أيوا ونيو هامشير وساوث كارولينا الى خمس أو عشر نقاط، وذلك قبل ستة أسابيع من فتح صناديق الاقتراع هناك. وتعتبر هذه الولايات حاسمة في سباق الانتخابات التمهيدية واختيار المرشح، اذ غالبا ما ينتهي الفائز فيها بحصد اللقب. كما يحظى الديموقراطيون بأفضلية على الجمهوريين في الاستطلاعات الشاملة، نظرا الى اخفاق ادارة الرئيس الجمهوري جورج بوش داخليا وخارجيا ومضاعفات ذلك على شعبية الحزب.