لم تمض ساعات على انتقاد الولاياتالمتحدة والترويكا الأوروبية وإسرائيل لتقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، لعدم إدانته البرنامج النووي الإيراني، حتى برزت خلافات مع الصين تعطل أي قرار بتشديد العقوبات على طهران، يمكن اللجوء إليه في مجلس الأمن. ولمحت ألمانيا إلى احتمال اللجوء إلى فرض عقوبات أوروبية، فيما ينتظر ان يعرض الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا تقريره عن إيران آخر الشهر. وأعلنت مصادر ديبلوماسية أوروبية ان اجتماع القوى الكبرى المقرر الأسبوع المقبل لمناقشة تقرير البرادعي، ومسألة تشديد العقوبات على إيران، ألغي نظراً إلى انسحاب الصين، فيما وجهت واشنطن تحذيراً الى بكين، محملة إياها مسبقاً مسؤولية"فشل المساعي الديبلوماسية"في تسوية الأزمة مع إيران، اذا عارضت فرض سلسلة جديدة من العقوبات. وقال مصدر ديبلوماسي أوروبي:"لم يعد هناك اجتماع مقرر لأن الصينيين يقولون انهم لن يستطيعوا الالتزام بالموعد. الأمر يتعلق بمصاعب حقيقية في السفر، ولكن أيضاً له صلة بمعارضة بكين تشديد العقوبات." وأعربت إسرائيل عن عدم رضاها عن تقرير البرادعي لأنه لم"يعرض"سعي إيران الى التزود بسلاح نووي. وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي مجالي وهبه ان"التقرير تحاشى عرض نيات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد التي تعرفها الوكالة الدولية للطاقة الذرية جيداً، والبرادعي يدرك ان تعاون إيران انتقائي وأنها تريد مواصلة تخصيب اليورانيوم". وأفادت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو بأن"الولاياتالمتحدة ستعمل مع شركائها في مجلس الأمن وألمانيا، في اتجاه إقرار سلسلة ثالثة من العقوبات في مجلس الأمن". جاء ذلك في وقت اعتبرت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني، ان تقرير الوكالة الدولية يظهر"استمرار وجود نقاط غامضة كثيرة، بل زيادة"في نشاط البرنامج النووي لإيران. أما الناطق باسم الخارجية الألمانية مارتن ياغر فرأى ان"التقرير يتضمن نقاط وضوح ونقاط غموض، وهو ليس مشجعاً عموماً". وأشار إلى أن بلاده ستدرس احتمال اتخاذ إجراءات منفصلة ضد ايران عبر الاتحاد الأوروبي، اذا لم يتفق مجلس الأمن على إقرار عقوبات جديدة. واعتبرت الخارجية الألمانية ان إيران"لم ترد على بعض الأسئلة"حول برنامجها النووي، وحذرتها من انها ستتعرض لعقوبات جديدة اذا لم تحقق مزيداً من التقدم بحلول نهاية تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وأعلنت الناطقة باسم سولانا، كريستينا غالاش، أنه سيقدم تقريره نهاية الشهر الجاري، على رغم إمكان اجتماعه مجدداً مع المفاوضين الإيرانيين قبل هذا الموعد. وقالت ان سولانا"يفضل تقديم تقويمه الى الدول الست"بعد لقاء ثان مع المفاوضَين الإيرانيَّين سعيد جليلي وعلي لاريجاني". واستدركت:"لكنه سيجري هذا التقويم، ولو كان اللقاء غير ممكن". في المقابل، رحب الرئيس الإيراني بتقرير الوكالة الدولية، منتقداً الفرقاء الغربيين الذين يبنون سياساتهم على"معلومات خاطئة". وأضاف مخاطباً الدول الغربية:"اكتشفتم الآن ان المعلومات التي أصدرتم على أساسها قرارات، كانت خاطئة. عليكم ان تتحلوا بالشجاعة وتقولوا: ارتكبنا خطأ". وفي مقابلة بثتها قناة"العربية"، قلل أحمدي نجاد من احتمال توجيه ضربة إلى بلاده، وقال:"لا نتوقع ضربة مماثلة، فهي بمثابة حرب نفسية"، وتساءل:"هل يمكن توجيه ضربة الى بلد مترامي الأطراف مثل إيران، من خلال ضرب بعض المنشآت"؟. وأكد أن إيران"ليست راغبة في خوض صراع"، وأضاف:"لم نعتدِ على أي بلد ولم نفرط بحقوق أي بلد، نعيش حياتنا الطبيعية، ولكن إذا أرادت جهات أخرى منعنا من نيل حقوقنا، فسندافع عنها، وأميركا سنهزمها إذا أرادت التفريط بها". وفي خطبة صلاة الجمعة في طهران، اعتبر رجل الدين المحافظ احمد خاتمي، ان على"الولاياتالمتحدة الاعتذار لإيران"بعد تقرير البرادعي. وقال خاتمي العضو في هيئة ذات نفوذ لرجال الدين، ان بلاده لن تتراجع"ولو قيد أنملة عن الدفاع عن حقوقها الأساسية"في السعي الى إنتاج الطاقة النووية، مكرراً تصريحات لأحمدي نجاد بهذا الصدد.