دعا رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي الجزائر إلى "تيسير الحل السياسي لنزاع الصحراء" الغربية، وناشدها تسهيل تنفيذ اقتراح بلاده منح الإقليم حكماً ذاتياً ترفضه بشدة جبهة"بوليساريو"التي تتمسك بحق الاستفتاء على"تقرير المصير". ووجه الفاسي بعد ترؤسه"المجلس الوطني"لحزب"الاستقلال"الذي يتولى رئاسته، نداء إلى"أشقائنا في الجزائر"من أجل الصحراء، دعاهم فيه إلى"تغليب روح الأخوة وحسن الجوار والانخراط في بناء المغرب العربي على أسس صلبة"، معتبراً أن اقتراح الحكم الذاتي"نهائي وواقعي". وجدد التزام بلاده"التفاوض ولا شيء غيره". وعرض إلى تطورات الخلاف بين المغرب واسبانيا حول السيادة على مدينتي سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، مجدداً رفض حكومته زيارة العاهل الاسباني خوان كارلوس المدينتين، التي قال إنها"لن تزيدنا إلا إصراراً على المطالبة بحق المغرب الثابت غير القابل للتصرف، في استرداد المدينتين المحتلتين اللتين كانتا دائماً حاضرتين في انشغالات حزب الاستقلال". وأضاف:"اليوم نؤكد بصوت عال، كما فعلنا دائماً، أن عهد الاستعمار ولّى"وأن خوان كارلوس"ربط اسبانيا من خلال زيارته المؤسفة بماضيها وحاضرها الاستعماري". ودعا مدريد إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب"لتصفية الاستعمار في الجيوب الشمالية واحترام معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار، ما يرسخ السلم والاستقرار في حوض البحر المتوسط". غير أن رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثباتيرو كان رد على دعوة الرباط بالقول إن بلاده"لن تقبل إدراج سبتة ومليلية في أجندة حواراتها مع المغرب". وأعتبر في تصريحات على هامش مشاركته في مؤتمر تستضيفه تشيلي، أنه"لا يوجد سبب لإضافة قضايا أخرى إلى أجندة الحوار"، ما يعني استبعاد خضوع حكومة مدريد لضغوط الرباط، أقلها في فترة الصراع السياسي الذي يسبق الانتخابات التشريعية الاسبانية المقررة العام المقبل. وترجح مصادر ديبلوماسية أن تزيد حدة"الاستخدام السياسي"للملفات العالقة بين البلدين خلال هذه الفترة، على رغم أن حكومة مدريد لا تزال تحتفظ بسفيرها المعتمد في الرباط، ولم ترد بالمثل على قرار سحب السفير المغربي لفترة غير محددة. ويتوقع أن توضع العلاقات المغربية - الاسبانية على محك حقيقي من خلال التصويت على طلب المغرب استضافة"المنتدى الاقتصادي الدولي 2012"في مدينة طنجة، إذ سبق لمدريد أن أعلنت دعمها الترشيح المغربي الذي سيمكن افريقيا من استضافة حدث اقتصادي دولي بهذه الأهمية للمرة الأولى. وكان الرهان المغربي يعتمد على حشد أصوات بلدان أميركا الجنوبية التي ترتبط بعلاقات ودية مع إسبانيا، إضافة إلى كون عواصم أوروبية في مقدمها باريس تدعم هذا الترشيح. وبدأت أمس وفود مغربية وأجنبية في درس الترتيبات النهائية للتصويت المقرر في 23 الجاري.