واصل الدولار تراجعه العام أمس ليسجل أدنى مستوى منذ سنة ونصف سنة مقابل الين الياباني، متأثراً بتلميح رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي بن برنانكي إلى احتمال خفض جديد لسعر الفائدة الأميركية، ما يهدد بمفاقمة الأضرار التي تلحقها اضطرابات أسواق الائتمان بالشركات المالية الأميركية. وكبرت المخاوف من معاناة الشركات المالية الأميركية فألحقت بها خسائر إضافية بعد إعلان مؤسسة"ستاندرد أند بورز"للتصنيف الائتماني أول من أمس ان وحدة متخصصة في التزامات الدين المضمون تديرها مؤسسة"ستيت ستريت غلوبل أدفايزرز"ربما بدأت تبيع أصولاً. ومن العوامل التي ساهمت في دعم الين الياباني أيضاً ارتفاع اليوان الصيني إلى مستوى قياسي مقابل الدولار في المعاملات الفورية واستمرار صعود اليورو والجنيه الإسترليني أمامه. وانخفض الدولار إلى 111.57 ين، وارتفع اليورو إلى 1.4738 دولار قبل ان يتراجع إلى 1.4686 دولار. ومنذ بداية السنة ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة 11 في المئة أمام العملة الأميركية. وارتفع الجنيه الإسترليني كذلك إلى أعلى مستوياته منذ 26 سنة ليصل إلى 2.1144 دولار بعد قرار بنك إنكلترا عدم خفض الفائدة. وواصل الدولار تراجعه مقابل العملة السويسرية فانخفض إلى 1.1210 فرنك ليسجل أدنى مستوى منذ 1995. وهبط مؤشر الدولار أمام سلة من ست عملات رئيسة 0.14 في المئة إلى 75.350 نقطة بعد ان سجل مستوى قياسياً منخفضاً الأربعاء الماضي بلغ 75.077 نقطة. وأول من أمس ضخ مجلس الاحتياط الفيديرالي 32.75 بليون دولار في النظام المصرفي من خلال ثلاث عمليات منفصلة لاتفاقات إعادة الشراء. وغالباً ما يكون الخميس أضخم أيام الأسبوع لعمليات إعادة الشراء. مواقف وكرر وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون تأكيد دعمه دولاراً قوياً، في خطاب ألقاه في نيويورك، داعياً في الوقت نفسه الصين إلى تسريع إصلاحاتها الاقتصادية. وقال أمام رؤساء مؤسسات صينية وأميركية مجتمعين ان"دولاراً قوياً هو في مصلحة بلادنا، وان قيمة العملة تحددها مقوماتها الأساسية في الأسواق التنافسية". وبذلك كرر تأكيد مبادئ السياسة الأميركية في مواجهة التدني المستمر للدولار. وفيما يخشى البعض من ان تتقدم الصين بسرعة كبيرة في إصلاحاتها الاقتصادية، قال بولسون"اعتقد بأن التقدم ببطء شديد ينطوي على مزيد من المخاطر للصينيين والازدهار العالمي". أما برنانكي فقال ان الاقتصاد الأميركي اتسم بالصمود في مواجهة أزمة الائتمان لكنه يواجه أخطاراً تتعلق بالنمو والتضخم مستبعداً ان يكون الاقتصاد الأميركي في سبيله إلى الركود. وقال في شهادة أمام اللجنة الاقتصادية المشتركة في الكونغرس ان"اضطراب أسواق المال والضغوط مستمرة... إن استمرار ارتفاع أسعار النفط فرض ضغوطاً إضافية على الأداء الاقتصادي". وقال برنانكي ان صناع القرار في المجلس توقعوا في آخر اجتماع لهم في 30 و31 تشرين الأول أكتوبر الماضي تباطؤاً في النمو الاقتصادي وارتفاعاً كبيراً في معدل التضخم نظراً إلى ارتفاع أسعار النفط وسلع أخرى وانخفاض قيمة الدولار. وقرر البنك في اجتماعه هذا خفض الفائدة ربع نقطة مئوية إلى 4.5 في المئة. المعادن وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن أمس على 836.00 دولاراً للأونصة، وبلغ سعره عند الإقفال السابق في نيويورك 832.10 - 832.85 دولار للأونصة. وصعدت الفضة إلى 15.45 - 15.51 دولار للأونصة. لكن البلاتين انخفض إلى 1445 - 1450 دولاراً للأونصة. وتراجع البلاديوم قليلاً إلى 371 - 375 دولاراً للأونصة.