أكدت وثيقة كشفها مارتن المادا الخبير في برنامج "كوندور" لتصفية المعارضين السياسيين في أميركا الجنوبية خلال سبعينات القرن الماضي، ان الأنظمة الديكتاتورية في تلك المنطقة، طاردت تشي غيفارا اشهر هؤلاء المعارضين قبل سنوات من إطلاق هذا البرنامج. وكشف المادا الخبير في عملية"كوندور"التي كانت وراء مئات المفقودين في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، هذه الوثيقة الأحد عشية إحياء ذكرى مرور اربعين سنة على وفاة"تشي"في فاليغراندي جنوب شرقي بوليفيا. وقال المادا الذي اشتهر لاكتشافه في 1992 في بلاده وثائق للشرطة السرية تؤكد وجود الخطة"كوندور":"انها المرة الأولى التي نعثر فيها على اسم تشي غيفارا في وثيقة مرتبطة بالأنظمة الديكتاتورية التي وضعت بعد ذلك الخطة كوندور". وأضاف المادا ان"هذه الوثيقة تثبت وجود تنسيق بين الأنظمة الديكتاتورية لأسر تشي غيفارا". وسلم المادا النسخة الأصلية من الوثيقة الى"مؤسسة تشي"التي تتولى حماية"التراث الثوري"للقائد اليساري الشهير. وكان الجيش البوليفي اعتقل تشي غيفارا في الثامن من تشرين الأول أكتوبر 1967 بعد قتال استمر 11 شهراً، واعدمه في اليوم التالي من دون محاكمة في بلدة لاهيغيرا. وعرضت السلطات جثته كرمز لانتصارها، قبل دفنه سراً في فاليغراندي حيث عثر على رفاته في 1997 بفضل اعترافات جنرال بوليفي. وجرى نقل الرفات الى كوبا. والمادا 70 سنة ناشط يساري سابق من الباراغواي حيث سجن وتعرض للتعذيب من 1974 الى 1977 في عهد الجنرال الفريد ستروسنر 1954-1989 في باراغواي. وقضت زوجته تحت تأثير التعذيب النفسي بعدما أجبرت على سماع صراخ زوجها تحت التعذيب. وكان المادا الموظف السابق في"اليونسكو"وراء اكتشاف"ارشيف الرعب"الذي يتألف من خمسة أطنان من وثائق استخبارات بارغواي تركت في مبنى للشرطة قرب العاصمة اسونسيون بعد الانقلاب على ستروسنر في 1989. ويشارك المحامي مارتن المادا في فيلاغراندي جنوب شرقي بوليفيا، باحتفالات الذكرى الأربعين لموت غيفارا. وتوضح الوثيقة التي كشفها المادا ان"تشي غيفارا غادر كورومبا بلدة برازيلية باسم مستعار هو اوسكار فيريرا. وسافر على السفينة فكتوريا دوس بالماريس وسيصل فجراً وهو مكلف بمهمة". والوثيقة مؤرخة في الثالث من تشرين الاول اكتوبر 1966. وهي تقرير سري يؤكد فيه جهاز الاستخبارات في باراغواي انه ابلغ من قبل استخبارات البرازيل بوصول"تشي". وفي تموز يوليو 1976 كان الجنرال الارجنتيني جورج رافاييل فيديلا اول دكتاتور سابق في اميركا الجنوبية يلاحق من قبل القضاء في بلاده في شأن هذا الملف الذي تورط فيه ايضاً رجل تشيلي القوي السابق الجنرال اوغوستو بينوشيه.