أعادت إيران أمس، فتح حدودها مع إقليم كردستان العراق بعد إغلاق دام أكثر من أسبوعين، احتجاجاً على اعتقال القوات الأميركية ايرانياً في السليمانية، بحسب مصدر كردي. وقال ضابط الحدود الكردي رستم كوكائي إن"السلطات الايرانية أعادت فتح الحدود عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي"، في حين ذكر مراسل وكالة"فرانس برس"أن"شاحنات من الجانب الايراني محملة بالبضائع بدأت تدخل الاراضي العراقية، كما ذهبت شاحنات من اقليم كردستان باتجاه ايران". وأكد قائمقام بلدة جومان الحدودية عبدالواحد كواني أن"منفذ حاج عمران الحدودي الواقع في محافظة أربيل أُعيد فتحه، وبدأت القافلات بالتوجه الى إيران والعكس". وهناك خمسة منافذ حدودية بين ايران واقليم كردستان، بينها اثنان رسميان هما حاجي عمران في محافظة أربيل وباشماخ في السليمانية، فضلاً عن ثلاثة معابر غير رسمية في منطقتي السليمانية وأربيل. وأعلن ممثل حكومة الاقليم في طهران ناظم عمر في اتصال هاتفي مع وسائل اعلام في اقليم كردستان أن"اتفاقاً بين الجانبين على فتح المعابر الحدودية 18 يوماً كإجراء موقت ليتم خلال هذه الفترة تهيئة آليات مشتركة من أجل فتح المعابر في شكل دائم". وأضاف أن"الاتفاق يتضمن نقاطاً بينها أن على الجانبين الكردي والايراني عدم افساح المجال لاستخدام أراض كل منهما لحركات ونشاطات مسلحة وفتح قنصليتين لإيران في أربيل وأخرى في السليمانية وتنشيط عمل القنصلية العراقية العاملة في مدينتي كرمانشان واور ميه"في ايران. وأكد أن"الاتفاق تضمن عمل المسؤولين الاكراد على تسهيل الافراج عن اغاي فرهادي"الذي اعتقلته القوات الاميركية. وكان الناطق باسم حكومة اقليم كردستان العراق جمال عبدالله أعلن أن وفداً رفيع المستوى توجه الخميس الماضي الى إيران لاقناع السلطات بالعدول عن قرارها اغلاق المنافذ الحدودية مع الاقليم. وأوضح أن الوفد يضم وزير داخلية الاقليم كريم سنجاري وقياديين من الحزبين الكرديين الرئيسين. وقال عبدالله إن"وفداً كردياً حزبياً وحكومياً يضم فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني وعثمان حاجي محمود القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ووزير الداخلية في حكومة الاقليم توجهوا الى ايران للبحث في مسألة اغلاق الحدود". وقال التاجر عمر علي عارف الذي يعمل في مجال تجارة المواد الانشائية:"أعمل منذ عشر سنوات على استيراد المواد الانشائية والصحية من الجانب الايراني وأزود بها عشرة متاجر رئيسة في محافظات الاقليم". وقال:"تعرضت إثر إغلاق الحدود خلال الاسبوعين الماضيين الى خسارة أكثر من 20 ألف دولار بسبب أجور السيارات المتوقفة والعمال". وأضاف وهو يرافق 13 شاحنة دخل قسم منها الى ايران:"أشعر بالارتياح اليوم لأنني أحد التجار الذين تضرروا بإغلاق الحدود، وأتمنى أن يستمر فتح الحدود لمصلحة الجانبين". وأكد مراسل"فرانس برس"أن السلطات الايرانية سمحت حتى الآن بمرور أكثر من 400 شاحنة كبيرة، قسم منها محمل بالبضائع والآخر خال للاستيراد في معبر باشماخ. وقال سائق الشاحنة أحمد شريف 25 عاماً من السليمانية:"كنت انتظر فتح الحدود من صباح أمس، لكن لم تُفتح وأمضيت الليلة في سيارتي منتظراً". وأكد شريف الذي يعمل على نقل الخضروات والفواكه أن"الشاحنات تدخل الى ايران في صورة طبيعية لكن هناك ازدحاماً شديداً". وتسبب إغلاق الحدود في معاناة للسكان الأكراد. فقال جمال حميد 60 عاماً إنه عانى كثيراً حيث اضطر للبقاء في ايران 33 يوماً نتيجة قرار ايران. واضطرت زوجته حليمة محمد عيسى 53 عاماً بيع مصوغاتها الذهبية بعدما نفدت النقود التي كانت بحوزتها بعد اغلاق الحدود. وقالت:"اضطررت الى بيع مصوغاتي الذهبية وصرفناها في الايام التي علقنا فيها في ايران بعد اغلاق الحدود لأنه لم يكن امامنا اي حل". وأكد التاجر سالار خوشناو الذي علقت بضاعته قبل اسبوعين في ايران"تسلمها اليوم بعدما فُتحت الحدود". وكانت الحدود أُغلقت قبل أسبوعين عندما اعتقل جنود أميركيون في أحد فنادق السليمانية ايرانياً تتهمه القيادة الاميركية بالضلوع في تسليم أسلحة إلى مجموعات عراقية متمردة. لكن طهران أكدت أن المعتقل مسؤول رسمي عن تطوير التجارة عبر الحدود، لافتة الى أنه عضو في وفد تجاري من اقليم كرمنشاه في غرب ايران الحدودي مع شمال العراق. وأعربت حكومة الاقليم عن استيائها للاغلاق الذي قال عنه وزير التجارة إنه تسبب بخسائر كبيرة تتجاوز المليون دولار يومياً.