أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون امس، ان من "غير المرجح" ان يدعو الى انتخابات اشتراعية مبكرة العام المقبل، وذلك في مقابلة مع القناة الأولى في هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. وقوبل ذلك بانتقادات وجهتها اليه المعارضة المحافظة والصحافة البريطانية بسبب"تراجعه المذل"عن مواقفه المؤيدة لانتخابات مبكرة. وعزا مراقبون ذلك، الى استعادة حزب المحافظين المعارض تقدمه على"العمال"الحاكم في شكل مفاجئ في استطلاعات الرأي العام الأخيرة. ورداً على سؤال لمذيع"بي بي سي"الشهير الصحافي اندرو مار حول احتمال الدعوة الى انتخابات مبكرة الخريف المقبل، قال براون:"من غير المرجح ان نجري انتخابات". وعندما طلب منه الصحافي توضيح كلامه، قال رئيس الوزراء ان هذا الأمر"مستبعد جداً". وعلى رغم تكهنات في الصحف منذ اسابيع عدة، رجحت دعوة براون الى انتخابات مبكرة، قال رئيس الوزراء ان "من غير المرجح ان نجري انتخابات في المستقبل المنظور". وأضاف:"من المهم ان نخصص الوقت للتغيرات التي تشهدها البلاد لان الشعب يريد التغيير وأنا اسعى الى تحقيق هذه الرغبة". واتهم رئيس حزب المحافظين ديفيد كاميرون براون ب"التراجع عن موقف اتخذه في وقت سابق"، في حين قال زعيم"الديموقراطيين الأحرار"المعارض مينزيس كامبل ان براون لم يحرك ساكناً لوقف التكهنات حول الانتخابات المبكرة. ورفض براون اتهامات المعارضة بأنه وضع سياسة حزبه فوق المصلحة الوطنية، قائلاً ان"من واجبه"اخذ الدعوات الى انتخابات مبكرة في الاعتبار. وقال انه رأى انه من الأفضل"ان نظهر للرأي العام الرؤية التي وضعناها لمستقبل بريطانيا في مجالات الإسكان والصحة والتعليم، وان لدينا فرصة لتحقيقها". وبرر براون موقفه بالقول:"خلال هذا الصيف، كان علينا ان ندير أزمات عدة هي الحمى القلاعية والإرهاب والفيضانات والأزمات المالية". وأضاف:"آمل في ان تتاح لي فرصة ان اطور واظهر للسكان السياسات التي ستشكل فارقاً كبيراً"عن سياسات سلفه توني بلير. واتهمت الصحافة البريطانية براون بأنه تراجع في اللحظة الأخيرة عن موقفه، معتبرة ان ذلك قد يؤثر في شكل خطير على قيادته. ورأت صحيفة"ذي صنداي تلغراف"محافظة ان رئيس الوزراء ادخل نفسه ومن دون ان يكون مضطراً لذلك، في وضع صعب بعدما تبين ان التهكنات حول الانتخابات اطلقت فقط من اجل اثارة خوف المعارضة. واعتبرت الصحيفة ان ذلك ترك اثراً عكسياً. وكتبت:"عملياً، فان براون لوحده تمكن من توحيد حزب المحافظين بنجاح لم يحققه اي شخص آخر منذ فوز مارغريت ثاتشر في الانتخابات". وكتبت صحيفة"ذي اوبزرفر"وسط - يسار ان"المحافظين سيتهمونه الآن بالتراجع في اللحظة الأخيرة عن مواقفه او تنفيس عزيمته وهو ما لن يروق له، لكن هذا الأمر سيؤثر عليه سياسياً وشخصياً". وكتبت"ذي مايل اون صنداي"اليمينية:"بغض النظر عما كانت عليه الخطة الأساسية وقد تكون مجرد دفع المحافظين الى الكشف عن استراتيجيتهم الانتخابية فان الخسائر للعمال، اكبر بكثير من المكاسب". وشاطرتها هذا الرأي صحيفة"نيوز اوف ذي وورلد"اليمينية التي اعتبرت ان موقع براون كزعيم للعمال اصبح على المحك. الاستطلاعات في غضون ذلك، أظهرت استطلاعات جديدة للرأي نُشرت نتائجها امس، أن حزب المحافظين المعارض اصبح يتقدم على حزب العمال بعد قرار براون عدم الدعوة الى انتخابات مبكرة كما كان متوقعاً. وأورد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة"آي سي إم"لصحيفة"نيوز أوف ذي وورلد"أن حزب المحافظين يتقدم الآن بفارق ست نقاط على العمال، مسجلاً 44 في المئة في مقابل 38 في المئة للأخير. وأشار إلى أن 49 نائباً عمالياً من بينهم وزيرة الداخلية جاكي سميث كانوا مرشحين لخسارة مقاعدهم البرلمانية لو أن براون دعا إلى انتخابات مبكرة الشهر المقبل. وبيّن استطلاع آخر أجرته مؤسسة"يوغوف"لصحيفة"ذي صنداي تايمز"أن شعبية حزب المحافظين المعارض ارتفعت سبع نقاط خلال الأسبوع الماضي، وسجّلت 41 في المئة واصبح يتقدم بثلاث نقاط على حزب العمال الذي هبط رصيده الشعبي إلى 38 في المئة. كما اظهر استطلاع ثالث أن حزب المحافظين المعارض يتقدم الآن بنقطة واحدة وحصل على 39 في المئة في مقابل 38 في المئة للعمال. وكان حزب العمال يتقدم على المحافظين بفارق سبع نقاط، بحسب استطلاع للرأي أجرته الأسبوع الماضي مؤسستا"إبسوس"و"موري"واظهر أيضاً أن الغالبية الساحقة من البريطانيين تريد إجراء الانتخابات العامة في العام المقبل، فيما يؤيد 40 في المئة منهم إجراءها خلال أسابيع.