قُتل 25 شخصاً على الاقل وأُصيب حوالي 40 آخرين، بينهم نساء وأطفال، في قصف جوي أميركي بعد منتصف ليل أول من أمس استهدف قرية قرب بعقوبة شمال شرقي بغداد، وفقاً لمصادر أمنية عراقية، إلا أن الجيش الأميركي تحدث عن مقتل 25"مجرماً". وتفاوتت روايات المصادر العسكرية الاميركية والعراقية حول هذا القصف الجوي الذي وقع قرب بلدة الخالص القريبة من مدينة بعقوبة، إذ أعلن الجيش الاميركي في بيان شن عملية دهم لاعتقال قائد خلية تابعة"للمجموعات الخاصة"المتهمة بتهريب أسلحة من إيران. وتابع البيان أن الجنود المشاركين في العملية تعرضوا إلى اطلاق نار كثيف،"فتدخلت طائرات الاسناد الجوي وقتلت 25 مجرماً، ودمرت منزلين". يذكر أن"المجموعات الخاصة"تسمية يطلقها الجيش الاميركي على الخلايا السرية في الميليشيات الشيعية المتهمة بتنفيذ عمليات مسلحة في العراق بدعم من"الحرس الثوري الايراني". وأوضح الناطق باسم الجيش الاميركي الميجور ونفلد دانلسون أن الاسناد الجوي نفذ ضربتين إحداهما من طائرة حربية وأخرى من مروحية. وقال إن قائد"المجموعات الخاصة"الذي استهدفه الهجوم"لم يكن في المنطقة عندما نفذت الضربة. وليس بين الارهابيين الذين قتلوا". وحدد الميجور دانلسون في رسالة الكترونية أرسلها الى وكالة"فرانس برس"موقع العملية في قرية الحديد، وقال إنها"نُفذت في جنوب غربي الخالص قرب بلدة الحديد القريبة من قرية الصعب". وعلى الصعيد ذاته، أعلن المسؤول في شرطة بعقوبة العميد خضير التميمي أن"25 شخصاً قُتلوا وأُصيب حوالي 40 بينهم نساء وأطفال في قصف جوي أميركي استهدف قرية الجيزاني الامام". وقال مراسلو"فرانس برس"في المنطقة إن الجيزاني والصعب قريتان متقاربتان. وكان مصدر في وزارة الدفاع العراقية أشار إلى مقتل 17 شخصاً بينهم نساء وأطفال في غارة نفذتها مروحيات أميركية على قرية الجيزاني. وقال أحمد محمد 31 عاماً من أهالي قرية الجيزاني الذي وصل الى مستشفى مدينة الطب في بغداد لمرافقة جرحى أُصيبوا في الهجوم، إنه ترك خلفه"24 جثة لرجال ونساء في القرية، فيما أُصيب حوالي 40 شخصاً آخرين". وأضاف أن"25 جريحاً نُقلوا الى مستشفى الخالص، فيما جلبنا الى هنا 15 جريحاً آخرين". وأوضح أن"مروحيات أميركية قصفت حوالي الثانية بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة قريتنا، ما أدى الى مقتل 24 شخصاً وإصابة حوالي 40 وتدمير أربعة منازل". وشاهد مصور ل"فرانس برس"قبيل الظهر أربع شاحنات تنقل جثث حوالي 20 شخصاً قُتلوا في الغارة الاميركية تعبر بغداد في طريقها الى النجف لدفنهم في هذه المدينة، وفقاً للشعائر الشيعية. ولفّت هذه الجثث ببطانيات، وأمكن رؤية وجوه شبان ورجل مسن بينها. وكان بعض الجثث باللباس المدني وعليها آثار دماء، فيما يرتدي أحد القتلى جلابية بدت عليها آثار حروق والى جانبها أشلاء. ورداً على سؤال عن احتمال سقوط ضحايا مدنيين في الضربتين الجويتين الأميركيتين، قال الميجور دانلسن:"ليست لدينا أي معلومات عن مقتل مدنيين عراقيين". وأضاف أن"قوات التحالف لا تطلق النار إلا في حال تعرضها إلى تهديد وتأخذ كل الاحتياطات لحماية المدنيين الابرياء". وينفذ الجيش الاميركي منذ أشهر حملة للقبض على خلايا شيعية مسلحة يطلق عليها تسمية"المجموعات الخاصة"، وتؤكد واشنطن أنها تنفذ حرباً بالوكالة تشنها ايران في العراق. وتؤكد الاستخبارات الاميركية أن إيران تدعم هذه المجموعات بالمال والتدريب والعتاد، ولكن طهران تنفي كل هذه التهم. وكان الجيش الأميركي أعلن في 30 من ايلول سبتمبر الماضي ضبط صواريخ أرض - جو من طراز"ميثاق-1"الايرانية الصنع. وقال إن بعضها قد يكون"استخدم"من عراقيين يقاتلون القوات الاميركية. ويأتي هذا الحادث في ظل تصاعد التوتر بين واشنطنوطهران بعد اعتقال الجيش الاميركي الايراني محمدي فرهدي في اقليم كردستان قبل حوالي أسبوعين، ما دفع طهران لاغلاق حدودها مع الاقليم. واتهم الجيش الاميركي فرهدي بأنه ضابط في الحرس الثوري الايراني يساعد ميليشيات شيعية متهمة بالتورط في اعمال عنف طائفية في العراق. وفي طوزخورماتو شمال، أفادت الشرطة أن خمسة أشخاص أُصيبوا في انفجار عبوة كانت مزروعة على الطريق حيث استهدفت دورية أميركية. وفي سامراء، قال مصدر أمني إن قوات الأمن قتلت 18 مسلحاً واعتقلت 38 آخرين بينهم أربعة سعوديين في عملية عسكرية يومي الخميس والجمعة الماضيين. جنوباً، أعلنت الشرطة أن انفجار عبوة كانت مزروعة على الطريق أدى الى إصابة ثلاثة أشخاص في بلدة اللطيفية الواقعة على بعد 40 كيلومتراً جنوب العاصمة. ومعلوم أن اللطيفية تقع ضمن"مثلث الموت"المضطرب أمنياً حيث لجأت القوات الأميركية أخيراً الى العشائر لمواجهة تنظيم"القاعدة". وأفادت مصادر أمنية أن الشرطة عثرت على جثة عليها طلقات رصاص في قناة مائية في بلدة الكفل 150 كيلومتراً جنوببغداد. وفي العاصمة، أعلن الجيش الأميركي أن قواته قتلت 12 مسلحاً واعتقلت أربعة آخرين في عمليات استهدفت مسلحي تنظيم"القاعدة"في وسط العراق وشماله. وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده جنوببغداد إثر إطلاق نار خلال عملية عسكرية. وأوضح بيان للجيش أن الجندي قُتل إثر تعرضه إلى نيران أسلحة خفيفة خلال عملية عسكرية، من دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الحادث. ويرتفع بمقتل هذا الجندي عدد الجنود الأميركيين الذين سقطوا في العراق منذ اجتاحته الولاياتالمتحدة في آذار مارس عام 2003، الى 3806، وفقاً لحصيلة اعدتها وكاة"فرانس برس"، استناداً الى ارقام وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون.