اصيب ثلاثة من عناصر الشرطة الفلسطينية في انفجار استهدفهم في مدينة غزة، ورابع من نشطاء حركة "فتح" باطلاق النار عليه في حلقة جديدة من حلقات الانفلات الامني الذي بدأت ملامحه تبرز في قطاع غزة في الايام الاخيرة. وانفجرت عبوة ناسفة، زُرعت في قوارير زراعية، وضعت وسط جزيرة في مفترق طرق مزدحم في حي عسقولة وسط مدينة غزة فجر امس، ما ادى الى اصابة ثلاثة من عناصر القوة التنفيذية التي تم دمجها في الشرطة الفلسطينية اخيراً. ووصف جروح اثنين منهم بأنها متوسطة، والثالث خطيرة. وعلى الفور شنت الشرطة حملة اعتقالات وتفتيش في المنطقة بحثاً عن الفاعلين، الذين يُعتقد انهم من نشطاء حركة"فتح"المناوئين لحركة"حماس"حسب مصادر حمساوية. وجاء الانفجار بعد يوم واحد على انفجار آخر استهدف قائد الشرطة البحرية القيادي في كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة"حماس"جميل الدهشان وقتل فيه ثلاثة من نشطاء"فتح"اتهمتهم وزارة الداخلية بأنهم كانوا ينوون تفجير سيارة مفخخة. وحول الانفجار الجديد اصدرت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة اسماعيل هنية بياناً قالت فيه انها اعتقلت عدداً من المشتبه فيهم بالوقوف وراءه. واضافت الوزارة ان"هذه الجريمة بمثابة تغيير في قواعد اللعبة"، مشيرة الى ان"هذه الجريمة امتداد للجرائم السابقة التي ترتكبها فلول التيار الهارب"، في اشارة الى قيادات حركة"فتح"وانصارها، الذين هربوا الى مدينة رام الله عندما سيطرت"حماس"على القطاع في 14 حزيران يونيو الماضي. في غضون ذلك، اصيب عماد مدوخ احد كوادر حركة"فتح"في غزة، بجروح بعدما اطلق عليه مسلحون النار بعد خطفه. وقالت مصادر قريبة من"فتح"ان عناصر من"حماس"خطفوا مدوخ للمرة الثانية خلال شهر، واطلقوا النار على رجليه وألقوه في الشارع قبل ان يُنقل الى مستشفى الشفاء في غزة. واعتبرت المصادر ذاتها خطف مدوخ واطلاق النار عليه"مؤشراً خطيراً الى تصاعد الانفلات الامني في قطاع غزة، خصوصاً بعد الانقلاب الحمساوي على مؤسسات السلطة الشرعية والسيطرة على المقار الامنية كافة، وغياب القانون على الساحة الفلسطينية في القطاع". وجاء ذلك، بعد استيلاء مسلحين من"حماس"على المقر الرئيس ل"فتح"في قطاع غزة ليل الاربعاء - الخميس. واتهمت"فتح"حركة"حماس"بأنها تتعامل مع الحركة"بمؤسساتها ومناضليها على الارض على انها تنظيم محظور على رغم انها حماس لم تعلن ذلك على الملأ". وقالت"فتح"في بيان لها"انه ليس بإمكان احد ان يقتلع الحركة المتجذرة في اعماق التاريخ والوجدان الفلسطيني بأي حال من الاحوال". واضافت ان"اعتداءات الميليشيات الانقلابية على ابسط الحقوق المدنية والانسانية مست الانسان الفلسطيني في قطاع غزة في حريته وكرامته وفكره ولقمة عيشه وآدميته". وعبرت"فتح"عن رفضها ما تقوم به"حماس"من"قتل وتدمير واعتقال وارهاب وبطش لكل فتحاوي مناضل وصنديد". الى ذلك، قالت مؤسسة"فلسطينيون بلا حدود"إن مجهولين"اقتحموا المقر الرئيس للمؤسسة في غزة واستولوا على قواعد البيانات والاقراص الصلبة واجهزة الكومبيوتر وعبثوا بمحتوياتها وملفاتها". واستنكرت المؤسسة"هذا العمل الجبان"، مشيرة الى انه"يهدف الى الحصول على المعلومات ومحاولة نشر الفوضى والبلبلة".