أكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أن واشنطن تتوقع من أي حكومة لبنانية "الالتزام بقرارات مجلس الأمن الملزمة بطبيعتها لأي عضو في الأممالمتحدة"، وبينها القراران 1559 و1701. وشددت عقب لقائها رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري أمس، أن"واشنطن والمجتمع الدولي لن يقفا متفرجين ومكتوفي الأيدي أمام المحاولات الكثيرة لترهيب لبنان"، في حين أشار الحريري الى أنه طلب من رايس"الضغط على سورية لوقف اغتيال النواب اللبنانيين وفي أسرع وقت ممكن". وركّزت رايس خلال استقبالها للحريري في مبنى الخارجية أمس وفي اجتماع تعدى الساعة وحضره مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ويلش، على"دعم ديموقراطية لبنان وسيادته"، واعتبرت هذا الأمر"ليس فقط في مصلحة الجميع في المجتمع الدولي بل واجب عليهم أيضاً". وقالت رايس، التي تستعد الى التوجه الى المنطقة، إن واشنطن"تعي صعوبة المرحلة التي يمر فيها لبنان وإن هناك الكثير ممن يحاولون ترهيب لبنان إنما المجتمع الدولي لن يقف متفرجاً والولايات المتحدة لن تقف متفرجة ومكتوفة الأيدي". وأضافت:"أتطلع للبحث معك الحريري كيف يمكن صون ديموقراطية لبنان وسيادته، وهو ما يدعمه بقوة المجتمع الدولي"ومن خلال اتخاذ خطوات ملموسة بينها"كيفية تسريع اجراءات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري وإتمام الانتخابات المقبلة بالتوافق مع الدستور ومن دون تدخل خارجي". ورداً على سؤال لپ"الحياة"حول اذا ما كانت واشنطن تتوقع من الرئيس اللبناني المقبل أن يلتزم بالقرارين الدوليين 1559 و1701، قالت رايس"إن"لبنان دولة تحترم القوانين، نحن نتوقع من أي حكومة لبنانية أن تلتزم بقرارات مجلس الأمن والتي هي ملزمة لأي عضو في الأممالمتحدةولبنان عضو في المنظمة". وعن احتمال دعوة لبنان الى مؤتمر السلام الذي تحضر له الادارة الأميركية، لمحت رايس الى احتمال مشاركة لبنان، مشيرة الى"أن من الطبيعي أن يشارك أعضاء لجنة المتابعة للجامعة العربية في هذا الاجتماع، نحن لم نرسل الدعوات بعد انما لبنان هو مشارك في هذه اللجنة." وشكر الحريري للجانب الأميركي"دعم لبنان والجيش والشعب اللبناني"، وفي ضوء"المعاناة التي يمر بها اللبنانيون وأعضاء المجلس النيابي وإثر الاغتيالات المتكررة". وقال بعد الاجتماع، ان البحث تطرق الى"أربعة مواضيع"، أولها"شكرناهم على مساعدة الدولة اللبنانية وطلبت الاسراع بالاجراءات في موضوع المحكمة الدولية لوقف مسلسل الاغتيالات وآخرها طاول الصديق الشهيد أنطوان غانم". واعتبر أن هدف هذه الاغتيالات"الضغط على اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية لإحباط الانتخابات الرئاسية". وأكد الحريري أنه طلب من الجانب الأميركي"الضغط على سورية لكي تتوقف عن اغتيال النواب اللبنانيين". وأضاف:"نأمل أن يتم هذا الأمر في أسرع وقت"وپ"كي تتم الانتخابات في موعدها الدستوري" وتماشياً مع"خيار اللبنانيين ومن دون ضغوط خارجية". وأكد الحريري أن البحث شمل"المؤتمر الدولي الذي يتم التحضير له ودور لبنان وأمور عدة أخرى"، بينها"الدعم المكثف للدولة اللبنانية حتى تكون دولة قوية بجميع قواها الأمنية". ورداً على سؤال لپ"الحياة"حول اذا ما تطرق البحث الى مسألتي مزارع شبعا وسلاح المقاومة، قال الحريري:"بحثنا بموضوع مزارع شبعا وموضوع اللاجئين في نهر البارد أيضاً لأنه يتوجب أن نجد حلاً للاجئين في لبنان ككل وهذا ما بحث بجدية وخصوصاً في اطار وضعه على جدول المؤتمر الدولي". ورافق الحريري الى الاجتماع مع رايس نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ومديرة مكتب الحريري في واشنطن آمال مدللي والنائب السابق غطاس خوري. وكان الحريري اكد في حفل إفطار أقامه على شرفه غروب أول من أمس, السفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد في منزله،"مواصلة العمل مع حلفائنا من أجل تحقيق السلام في لبنان". وكان الحريري أوضح بعد لقاءاته في الكونغرس ومجلس الشيوخ انه شرح للمسؤولين الذين التقاهم"الوضع في لبنان ومحاولات التدخل التي تحصل اليوم وخصوصاً العمليات الارهابية والاغتيالات. وطلبنا زيادة الدعم بالنسبة للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وحماية اللبنانيين من أي اعتداء او ارهاب عبر الحدود. ولمسنا تفهماً كبيراً". واكد ان مسألة التدخل السوري في لبنان"مطروحة في شكل دائم". وأشار الى انه"جرى خلال هذه اللقاءات طرح استفسارات عدة وأسئلة من قبل النواب الاميركيين بالنسبة لانتخابات رئاسة الجمهورية، وأكدنا لهم اننا ندرس هذا الموضوع جدياً ونحن في قوى 14 آذار لدينا مرشحان، وهناك حوار يحصل بيننا وبين الرئيس نبيه بري وآخرين، ولكن نحن لدينا مشروع، مشروعنا لبنان حر عربي ومستقل ولا نريد أي تدخلات. نريد رئيساً للبنان فقط وليس لأي جهة أخرى". ورداً على سؤال اكد الحريري"نحن نريد الوفاق والاستقرار في سورية، لا نتدخل في الشؤون السورية، ولا نريد التدخل، ولكن الشأن اللبناني اصبح الشغل الشاغل للنظام السوري، وليدعوا اللبنانيين وشأنهم".