شددت قيادة "حزب الله" على رفض قرار مجلس الأمن الرقم 1559، ودعت الى منع التدخل الأميركي"إذا أردنا إنجازاً لبنانياً للاستحقاق الرئاسي"، فيما يغادر بيروت زعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري الى واشنطن حيث يجري غداً محادثات مع الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني وسائر المسؤولين الأميركيين المعنيين بالشأن اللبناني. وينتقل الحرير من واشنطن الى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعدد من مساعديه. وفي المقابل اعتبر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خلال سحور في ابو ظبي ان سورية"تعمل حالياً على استنساخ لبنان على الصيغة السورية ونحن نعمل لوجود رئيس للجمهورية لكل اللبنانيين". وانتقل السنيورة الى الكويت حيث التقى اميرها الشيخ صباح الاحمد. راجع ص6 و7 و24 وفيما تسعى القوى السياسية اللبنانية المختلفة، الى إخماد الحرائق السياسية المشتعلة منذ شهور بسبب التأزم السياسي المتواصل عبر حوار حول الاستحقاق الرئاسي، اندلعت في لبنان امس مجموعة كبيرة من الحرائق في الأحراج من الشمال الى الجنوب، مروراً بالمساحات الخضر في جبل لبنان، أتت على مساحات واسعة من المناطق الخضر التي تتناقص كل سنة بفعل الحرائق. وواجه رجال الدفاع المدني وفوج الإطفاء صعوبة في إخماد النيران نتيجة الرياح التي ميّزت الطقس في البلاد. وأعلن المدير العام للدفاع المدني العميد درويش حبيقة ان هذه الحرائق مفتعلة واستنفرت السلطات من اجل الاستعانة بمساعدة خارجية لإخمادها. وعلى الصعيد السياسي، قال نائب الأمين العام ل"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم:"عندما بدأنا نرى تباشير توافق داخلي جاءنا من يستحضر التدخل الدولي بكل أشكاله. فما شأن القرار الرقم 1559 ومجلس الأمن في الاستحقاق الرئاسي؟ فللانتخاب وقت محدد وآلية محددة ونحن جميعاً نسعى لإنجاز الاستحقاق في مواعيده وفق الدستور. فما الداعي لاستحضار الضغط الدولي والأميركي"، في إشارة الى رسائل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الى رؤساء دول حول الاستحقاق. وأضاف قاسم:"نحن في انتظار الإجراءات العملية لإخراج لبنان من المأزق ونحن حاضرون للتوافق وإنهاء الأزمة ولكن هل الطرف الآخر يريد الملاقاة العملية فإلى الآن تعتبر الخطب جيدة ولكن هل تصل الى التوافق؟". وكان مسؤول العلاقات الدولية في"حزب الله"نواف الموسوي اعتبر ان"الحل يبدأ حين يرفع القرار 1559 كسيف مسلط على رقاب اللبنانيين لأنه سقط بالفعل ودُفن في 14 آب اغسطس 2006 ومن طريق القوة"تاريخ وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان العام الماضي. وأكد ان"من يريد التعاطي إيجاباً في هذه الفترة عليه ان يتخلى عن المقايضة التي أبرمها، بين ان يقدم ولاء للإدارة الأميركية في مقابل دعمها لكي يحكم لبنان المزرعة بانفراد واستئثار". ورأى ان المطلوب رئيس للجمهورية"يكون قد فهم جيداً معنى تجربة المقاومة وإمكاناتها وقدراتها، وأهل لأن يكون أميناً على قوة لبنان باتخاذه المقاومة سنداً ويضع في برنامجه ان لا حماية للبنان من دون ان تكون المقاومة جزءاً من منظومته الدفاعية". وشدد على"حرص المقاومة على ان يكون حلفاؤها شركاء في أي تسوية سواء على مستوى انتخاب رئيس الجمهورية أو تشكيل مجلس الوزراء الذي يلي انتخاب الرئيس". وكان للنائب الحريري كلمة بعد إفطار في منزله لفاعليات شمالية ومن مدينة طرابلس ذكّر فيها بحرب مخيم نهر البارد والصدامات مع"فتح الإسلام"، وقال ان هذه المعركة"قطعت الطريق على قيام إمارة الإرهاب في عاصمة الشمال التي خططوا لقيامها وراء الحدود ونظموا إدخال المسلحين الى الأراضي اللبنانية وأقاموا المعسكرات لتكون الذراع الأمنية والتخريبية لنظام سياسي تعرفونه جميعاً يريد أن يثأر لانسحابه من لبنان... هذا هو اسلوب النظام السوري مع كل اللبنانيين". واعتبر ان"تاريخ طرابلس العربي والإسلامي أقوى من ان تتطاول عليه زمرة من الإرهابيين أو عصابة تعمل بأوامر مباشرة من لصوص القضايا القومية والإسلامية". واعتبر انه"لو لم تكن معركة نهر البارد حُسمت لكان النظام الإرهابي يحتفل بنجاحه في القضاء على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري المعتدل والعروبي". وإذ دعا الى إطلاق ورشة تخطيط للمسائل الاجتماعية والإنسانية والإنمائية في الشمال ومخيم نهر البارد، اعتبر ان"حماية لبنان من الرياح الخارجية والغليان في المنطقة في وحدة الموقف اللبناني تجاه الاستحقاقات الداخلية والرئاسة الأولى". وأضاف:"التهديد بالفراغ الرئاسي، أو بقيام حكومة ثانية، هو تهديد برمي لبنان في المجهول، وفتح ابواب البلد لرياح الخارج. ولا بد من وصول رئيس جديد للجمهورية، مهما كانت الظروف والتحديات، ولا بد لهذا الرئيس من ان يكون قادراً على إعادة جمع اللبنانيين وتوفير مقومات حكم لا يكون ملحقاً لأي نظام غير النظام الديموقراطي اللبناني". وقال الحريري:"نحن من جهتنا، قُلنا وسنقول للقاصي والداني، اننا نريد رئيساً يُصنع في لبنان. هذه هي أفعالنا وأقوالنا. وهذه هي إرادتنا.... ولا خيار لنا سوى ملء الفراغ برئيس جديد، وإنهاء زمن الحكم الناقص والتلاعب بالدستور". وأكد أن رهانه على انتخاب رئيس جديد"واقعي نعمل له بكل ما نملك من قوة وايدينا ممدودة...". وكان السنيورة اتهم في أبو ظبي سورية بتيسير وصول قائد تنظيم"فتح الإسلام"الى لبنان عبر طرق غير شرعية، مرجحاً ان يكون ما زال على قيد الحياة وفي لبنان"ويدرك جيداً ان سورية ستعمد في حال وصوله إليها الى قتله".