اتفق زعيما الكوريتين على السعي إلى إحلال السلام في آخر جبهة من جبهات الحرب الباردة، بعد يوم من توقيع كوريا الشمالية اتفاقاً دولياً لتفكيك منشآتها النووية الرئيسة الثلاث في موقع يونغبيون، وتقديم اعلان كامل عن كل برامجها النووية بحلول نهاية العام. لكن التعهدات التي صدرت عن ثاني قمة بين الكوريتين جاءت محدودة، في ظل عزوف الشمال عن تقديم مزيد من التنازلات. ووقّع الرئيسان بالأحرف الاولى وثيقة من ثماني نقاط، يتعهد فيها البلدان تعزيز السلام والازدهار في شبه الجزيرة المقسمة منذ اكثر من خمسة عقود. وجدد الرئيسان تأكيد التزامهما تفكيك المنشآت النووية في كوريا الشمالية، التي يبدو انها تفي بالتعهدات الدولية التي قطعتها في هذا المجال. وعلى صعيد العلاقات الثنائية اتفق الطرفان على عقد قمم جديدة. ومن المقرر ان يجتمع وزيرا الدفاع الشهر المقبل في بيونغيانغ في محاولة لتسوية نزاع بحري مزمن في البحر الاصفر. وفي المجال الاقتصادي، قرر البلدان زيادة تعاونهما، ولا سيما الاشتراك في بناء حوض بناء سفن في مدينة نامبو جنوب غربي بيونغيانغ. وسيقام خط سكك حديد للشحن بين البلدين. وقال رئيس كوريا الجنوبية روه مو هيون والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل في بيان مشترك في ختام اجتماعات استمرت ثلاثة أيام في بيونغيانغ:"اتفقت كوريا الشماليةوالجنوبية على ضرورة انهاء الهدنة الحالية وبناء نظام سلمي دائم" وسيسعى الزعيمان إلى إجراء محادثات الشهر المقبل مع الصين والولايات المتحدة، لينهيا في شكل رسمي الحرب الكورية التي استمرت بين 1950 و 1953، والتي لا تزال مستمرة من الناحية الفنية، حيث لم توقع معاهدة سلام بين البلدين حتى الآن. وستعقد اجتماعات تضم وزراء ومسؤولين دفاعيين، وتقام منطقة تعاون حول حدود بحرية متنازع عليها في غرب شبه الجزيرة الكورية. وفي كوريا الجنوبية، اخذ بعض منتقدي هذه القمة على روه خضوعه للزعيم الكوري الشمالي بذهابه الى بيونغ يانغ، مشيرين الى اشتباهم بأن كيم جونغ ايل وافق على القمة لاستغلالها لمكاسب اقتصادية. وتدعو بيونغيانغ سيول خصوصاً الى تسريع تطوير مجمع صناعي مقام في مدينة كايسونغ الحدودية كوريا الشمالية وتموله كوريا الجنوبية. وتعتبر كوريا الجنوبية ان مجمع كايسونع، حيث يعمل 13 الف كوري شمالي لحساب 22 شركة كورية جنوبية، مشروع اساس للنهوض باقتصاد الشمال الذي يعاني الانهيار. وتوقف روه بعد ظهر أمس في كايسونغ في طريق عودته الى سيول، برفقة ممثلين عن كبرى الشركات الكورية الجنوبية. على صعيد آخر، نفى كيم جونغ ايل 65 سنة إشاعات عن وضعه الصحي، أشارت خصوصاً إلى اصابته بمشكلات في القلب وداء السكري. وقال الزعيم الكوري الشمالي أمام حشد من المسؤولين في ختام القمة بين الكوريتين:"قالوا انني اعاني من السكري او من مشكلات في القلب. لكن هذا ليس صحيحاً على الاطلاق".