اجرى الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون محادثات رسمية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل أمس، بعد بداية فاترة للقمة الثانية بين الدولتين اللتين تعيشان حال حرب رسمياً. وتزامن ذلك مع اعلان واشنطن انها وافقت على اتفاق موقت جرى التوصل اليه في المحادثات السداسية في بكين يقضي بوقف العمل في مجمع يونغيبون النووي الكوري الشمالي نهاية السنة، ما يمهد لتقديم مساعدات كبيرة للشمال وإنهاء عزلته. وحاول روه وكيم خلال المحادثات التي أجريت في دار الضيافة الوطني بيكهواوون"تضييق الخلافات"، وناقشا التعاون الاقتصادي وإمكان التوصل إلى اتفاق في شأن مشاركة كوريا الجنوبية في مشاريع لتطوير البنية التحتية الضخمة والتنمية الصناعية في الشمال. ووصف الرئيس الكوري الجنوبي روه المحادثات بأنها"صريحة وأدت الى نتائج جيدة"، وقال إن"بلاده تعتبر مشروع كايسونغ الصناعي ناجحاً. لكن الشمال غير راضٍ عن سرعة تشييد المجمع الذي تعرقله عقبات ملفها النووي". وفضلاً عن مجمع كايسونغ تموّل كوريا الجنوبية مشروعاً مشتركاً آخر في الشمال، هو مركز جبل كومبانغ السياحي. وقد در المشروعان نحو بليون دولار للشمال منذ عام 1998. ونقلت وكالة أنباء"يونهاب"عن مسؤولين مرافقين لروه انه"يتوقع أن يتبنى الرئيسان بياناً مشتركاً يصدر على شكل إعلان سلام اليوم". وعزز ذلك مطالبة الزعيم الكوري الشمالي من روه تمديد زيارته لبيونغيانغ يوماً واحداً، اذ رأى المسؤولون الكوريون المرافقون لروه أن الاقتراح"يعكس النية في جعل محادثات القمة تتمخض عن نتائج أساسية وأكثر التزاماً"، علماً ان الرئيس الكوري الجنوبي أكد اول من امس ان اولوياته هي اعادة السلام الى شبه الجزيرة، من دون ان يستبعد توقيع نوع من بيانات السلام مع الشمال، في وقت يواجه في الشهور الخمسة الاخيرة من ولايته ضغوطاً داخلية للعودة الى الوطن بنتائج من القمة. ولاحقاً، افادت وسائل اعلام كورية جنوبية بأن روه رفض تمديد القمة التي استقبل فيها في شكل"فاتر"، اذ بدا الزعيم الكوري الشمالي"متجهماً"للقائه، بخلاف ما حصل لدى استقباله الرئيس الكوري الجنوبي السابق كيم داي يونغ في القمة الاولى عام 2000، حين ركب السيارة معه وعانقه وأمسك بيده وأنشدا معاً اغاني وطنية. ورحبت واشنطن بحذر بالقمة، وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو:"نأمل ان تساهم في تعزيز السلام والامن"، علماً ان الرئيس جورج بوش ردد مرات انه مستعد لمناقشة معاهدة سلام فور تخلص كوريا الشمالية من اسلحتها الذرية. وفي نيويورك، اكد نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي شو سو هون ان نزع السلاح في شبه الجزيرة الكورية يتطلب وقف"السياسة العدائية"التي تعتمدها واشنطن حيال بيونغيانغ وتطبيع العلاقات الثنائية معها، كذلك ازالة التهديد النووي الكامل في المنطقة. وقال هون:"اثبت التاريخ ان أي مشكلة لا تحل عبر اللجوء الى العقوبات والضغوط".