الشغل الشاغل في الساحة العراقية والعالمية هذه الأيام هو قضية حزب العمال الكردستاني وتركيا وكردستان، إذ تتصدر نشرات الأخبار اليومية ردود فعل الدول المعنية وغير المعنية، حزب العمال الكردستاني يقتل عدداً من الجنود الأتراك ويأسر آخرين، والبرلمان التركي يصوت لمصلحة الاجتياح التركي للأراضي الكردستانية وضرب مواقع الحزب المحظور في تركيا، سورية تدعم هذا الخيار وتعتبره دفاعاً عن النفس، الحكومة العراقية تحاول حل الأزمة بطرق سلمية ودبلوماسية، حكومة الإقليم تستنكر وتتوعد بالرد في حال حصول الاعتداء، البرلمان العراقي حائر ومنقسم حول القرار الذي سيتخذه، هل هو قرار أم بيان استنكار أم شجب وصايرة هوسه ورطينة، لم يفكر أحد بالسبب الرئيس، هل هو فعلاً كما يدّعى؟ أم هناك أسباب حقيقية أخرى؟ قضية كركوك والمادة 140 من الدستور على الأبواب والأتراك متخوفون من نتيجة هذا الاستفتاء الذي سيلحق كركوك بكردستان ومن ثم الإعلان عن الانفصال ما سيؤدي إلى مشكلة لها بداية وليس لها نهاية والمشكلة هذه المرة ستدخل دولاً أخرى كسورية وإيران اللتين تمتلكان أقلية من الأكراد وخوفاً من مطالبة أكرادهم بإقليم منفصل كالذي سيحصل في العراق، لماذا لا، فكل الاحتمالات واردة ومن الممكن أن تكون هذه اللعبة بالاتفاق بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني وربما بمشاركة الجانبين السوري والإيراني، ومن غير المستبعد أيضاً دخول الجانب الأميركي هذه اللعبة القذرة لإيقاع العراق في متاهات هو في غنى عنها لا سيما في الوقت الحاضر. القضية الأخرى وهي هل كردستان جزء من العراق؟ الواقع على الخريطة يقول نعم، لكن من ناحية التطبيق لا أعتقد بأن كردستان جزء من العراق والدليل الذي يثبت كلامي هو أن باستطاعة أي عراقي السفر إلى إحدى المحافظات الشمالية وسيرى بأم عينيه، سيُمنع من الدخول فوراً لأنه لا يحمل الجنسية الكردية وإن كنت كردياً وبطاقتك الشخصية من إصدار أي محافظة عدا المحافظات الثلاث ستمنع أيضاً، ثم أين العلم العراقي داخل الإقليم عدا السليمانية التي ينتمي إليها رئيس الجمهورية، فمن باب المجاملة يرفع"علم صدام"كما يسمونه، إلى غير ذلك من التفاصيل. أقول نعم كردستان جزء من العراق في حالات، الموازنة السنوية والرواتب والمشاريع الاستثمارية والصناعية ومصادر الطاقة والوقود والإفادات والمخصصات والاعتداءات الخارجية، أما في الحالات الأخرى فكردستان جزء من العراق شفوياً فقط، انتبهوا إلى هذه النقاط الخطيرة جداً قبل أن يقع الفأس في الرأس، وعاش العراق من شماله إلى جنوبه بكل أطيافه وقومياته وانتماءاته. عبدالسلام الخالدي - بريد إلكتروني