ذكرت مصادر في الموصل ان من اسباب تأجيل المعركة الاخيرة مع "القاعدة"، التي كانت مقررة منذ اسابيع، الخلافات حول مجلس صحوة العشائر المشكل حديثا. واتهم الشيخ فواز الجربا، الزعيم الجديد لمجلس العشائر، الحكومة المحلية بعدم التعامل الجدي مع الملف الامني. وذكر احد اعضاء مجلس المحافظة ان"هناك مشاكل عدة وراء تأخير تنفيذ العملية العسكرية المقررة في الموصل، بينها اعتراضات من الحكومة المحلية على الآلية والطريقة التي تم خلالها تشكيل مجلس صحوة العشائر، وتطالب بإشراك شيوخ عشائر الموصل القاطنين فيها كونهم ادرى بالمشاكل التي تعصف بها. وايضا مخاوف من زحف مجلس العشائر على سلطات الحكومة في الموصل بعد نهاية المعركة ما يسبب مشاكل شبيهة بالموجوده حاليا في الانبار. واضاف المصدر ان هناك اعتراضات من قائد الشرطة اللواء واثق الحمداني وتوجسه بأن تؤدي العمليات العسكرية خارج اطار المؤسسة الامنية الى فوضى تؤجج صراعات دينية او عرقية نجحت السلطات هناك لحد الآن من السيطرة عليها مثل النعرات القومية بين العرب والاكراد والمسلمين واليزيديين وغيرها". واضاف المصدر"كما عمدت بعض الجهات السياسية، التي تخشى هيمنة عشيرة شمر التي ينتمي اليها الشيخ فواز الجربا المرشح لترؤس مجلس العشائر على مقدرات المحافظة، ما دفع شيوخ العشائر من العرب والاكراد ليعترضوا على الجربا ويصورا الامر وكأنه خلافات عشائرية". من جانبه اتهم الجربا وهو من شيوخ عشائر شمر ادارة المحافظة"بعدم التعامل مع الملف الامني بجدية واستغلال المناصب لمصالح شخصية". واضاف في تصريح الى"الحياة"ان"جهات في الحكومة هناك تخلط الاوراق على الجميع وتصور الامر وكأن شيوخ العشائر يريدون سلب ارادة الناس في الموصل والتسلط على رقابهم. وقال"لا توجد تقاطعات في عملنا مع المؤسسة الامنية وادارة المحافظة حيث تم تشكيل مجلس الصحوة على اساس دعم القوات الامنية العراقية والمتعددة الجنسية في عملياتها ضد مجرمي القاعدة وتنحصر مهمة مقاتلي الصحوة على دك اوكار الارهاب وتقديم المعلومات الاستخبارية عن قواعدهم واماكن تمركزهم وبعد انتهاء العمل العسكري نقوم بمهمة مسك الارض ومنع الارهاب من العودة الى المناطق المحررة". واعتبر المخاوف من زحف شيوخ العشائر على السلطات الادارية"مجرد كلام للتسويق الاعلامي وتضليل الناس"، وأكد ان"الجميع يعلم ان مجلس الصحوة انتخب في مناطق بعيدة عن مركز المحافظة لتشكيل قواته واتخاذ مقراتها". واضاف"اخترنا إما مقر الفرقة الثالثة من الجيش المنحل او جزيرة ربيعة وكلا المنطقتين تبعدان عشرات الكيلومترات عن المدن، وايضا ستتركز عملياتنا على اطراف الموصل حيث تتخندق القاعدة هناك". وعن الخلافات بين شيوخ العشائر حول الأحقية بتشكيل المجلس قال"ليس هناك اي خلاف والدليل اننا اغلقنا مراكز التطوع بوجه عشرات الآلاف من ابناء الموصل هبّوا لقتال الارهاب واكتفينا بتسجيل عشرين الف مقاتل فقط".