يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم جولة دولية يستهلها بالعاصمة البريطانية لندن، ومنها إلى إيطاليا وألمانيا الاتحادية وتركيا، تلبية لدعوات رسمية تلقاها من قادة الدول الأربع، بهدف تطوير العلاقات بين المملكة العربية السعودية وبينها. وقال الديوان الملكي السعودي في بيان إن جولة خادم الحرمين تأتي"في إطار الجهود التي يبذلها لتطوير العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وهذه الدول الصديقة والشقيقة وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". ويلتقي الملك عبدالله غداً الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام الملكي، حيث تقيم على شرفه مأدبة غداء في حضور نخبة من الشخصيات السياسية والاجتماعية البريطانية. ويستقبله رئيس الحكومة غوردون براون في"10 داوننغ ستريت"الأربعاء في محادثات تغطي القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية ذات الاهتمام المشترك. وكان خادم الحرمين الشريفين زار كلاً من اسبانيا وفرنسا وبولندا في منتصف حزيران يونيو الماضي في أول زيارة له إلى دول القارة الأوروبية منذ اعتلائه عرش البلاد في آب أغسطس 2005. وأعلنت الدول الأوروبية ترحيبها الواسع بمقدم الملك عبدالله، وأشارت إلى اكتمال استعداداتها لاستقباله والوفد الرسمي المرافق، متطلعة إلى تكريس صلات الصداقة والتعاون مع المملكة قيادة وشعبا. ومن المنتظر ان يتصدر دعم أمن المنطقة والاستقرار فيها المحادثات السياسية خلال الجولة، إلى جانب النظر في إمكان تطويق الأزمات الدائرة فيها، وتكريس أمن الطاقة ومكافحة الإرهاب وزيادة حجم التعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة. وستشهد الجولة توقيع اتفاقات ثنائية في مجالات التعاون المختلفة. ويترافق موعد الزيارة مع التحضيرات الدولية لانعقاد اللقاء الدولي المفترض لإحلال السلام في الشرق الأوسط، خصوصاً بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي المنتظر انعقاده نهاية الشهر في الولاياتالمتحدة الاميركية. كما تأتي في وقت يعيش العراق وضعاً مأسوياً على جبهات عدة آخرها التوتر مع تركيا. من جهة ثانية، بحث ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، مع وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران في جدة أمس، العلاقات الثنائية، واستعرضا القضايا الإقليمية، خصوصاً القضية الفلسطينية والوضع في العراق. وأوضح موران أن العلاقات بين البلدين ستشهد تطورات جديدة في القطاعات كافة، مرجعاً الأمر إلى توافر الرؤية المشتركة بين السعوديين والفرنسيين تجاه قضايا المنطقة. راجع ص2 وفي لندن "الحياة"، اعتبر السفير السعودي الأمير محمد بن نواف أن زيارة خادم الحرمين امتداد لزيارة العاهل السعودي لكل دول العالم بهدف خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية المصيرية، وهي تأتي لتقوية العلاقات التاريخية بين السعودية وبريطانيا، واصفاً هذا العلاقات بأنها متطورة دوماً ومبنية على الاحترام والمصالح والتعاون البناء لإرساء الأمن والسلم في العالم. وعلى رغم قصر هذه الزيارة فإنها ستكون غنية باللقاءات والاجتماعات على مختلف الصعد السياسية والأمنية والتجارية والتربوية.