سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن وأوروبا والدول العربية تتهيأ للبدائل في 14 تشرين 2 لأن حظوظ التوافق وعدمه متساوية . تحذير "المستقبل" من الفتنة رسالة الى طهران رداً على تهديدات "حزب الله" بإجراءات الفراغ
على رغم التفاؤل الذي يبديه كل من رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري وزعيم تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري الذي عاد أمس الى بيروت، بإمكان التوصل الى توافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية، فإن أوساط القوى السياسية المعنية، سواء كانت حيادية أم منحازة الى هذا الطرف أو ذاك، وبعض الوسطاء الذين يزورون بيروت، يخرجون بانطباع من لقاءاتهم بأن حظوظ التوافق وعدمه، ما زالت متساوية. حتى أن بعض زوار بري فهموا منه هذا الاستنتاج أيضاً، في انتظار معرفة ما سيؤول اليه دخول رئيس البرلمان والحريري في لقائهما المرتقب في مرحلة غربلة أسماء المرشحين الذين يمكن أن يقع الاختيار المفترض على واحد منهم لتكريس التفاؤل في شكل عملي. فالمواقف الصادرة عن بعض الفرقاء ما زالت توحي بأنها تهيئ نفسها لخيار الفراغ في الرئاسة واحتمال عدم التوافق على اسم الرئيس العتيد. ومع أن الرئيس بري صنف بعض المواقف الصادرة عن بعض حلفائه في المعارضة وتحديداً"حزب الله"وعن بعض حلفاء الحريري في الأكثرية ومنها مواقف رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط ورئيس حزب"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع على أنها تأتي في سياق رفع السقف قبل التوصل الى تسوية عبر الحوار الدائر بينه وبين الحريري بالتناغم مع مبادرة البطريركية المارونية، فإن بعض التصريحات الصادرة عن قوى المعارضة تواصل الإشارة الى إجراءات حسم الموقف منها ويبقى توقيت اتخاذها في حال عدم انتخاب رئيس جديد. وتقابل هذه التصريحات إشارة قوى في الأكثرية الى أنها بين الفراغ وانتخاب رئيس جديد بالنصف + واحد فإنها ستلجأ الى الخيار الثاني. ولفت الوسط السياسي أن وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت يمثل"تيار المستقبل"، كرر في حديث تلفزيوني ليل أول من أمس ما أعلنه مصدر وثيق الصلة بالحريري لپ"الحياة"أول من أمس الخميس، من أن الفراغ سيتسبب بفتنة سنّية ? شيعية تتحمل مسؤوليتها المعارضة لأنها تكون حالت بموقفها المتصلب دون انتخاب رئيس جديد. وفي شرحها لأسباب هذا الموقف ذكرت مصادر قيادية في تيار"المستقبل"ان تحذير قياديين فيه من هذه الفتنة يعود الى اقتناع المحيطين بالحريري بأن"بعض قادة"حزب الله"يستسهلون إطلاق التهديدات عن إجراءات سيتخذونها، في حال حصول الفراغ وعن أنهم لن يدعوا حكومة الرئيس فؤاد السنيورة تتولى سلطات الرئاسة وان الإجراءات لن تعجب أحداً وغيرها من التهديدات". وأضافت مصادر تيار"المستقبل"ان بعض قادة المعارضة والحزب"يطلقون التهديدات كأنهم لا يدركون تبعاتها. فالإجراءات التي يلوحون بها تبدو من اللهجة المعتمدة في الإعلان عنها، انقلابية وغير دستورية، سواء كانت قيام حكومة ثانية أم كانت ما يتردد عن بقاء الرئيس اميل لحود في القصر الجمهوري، وأنه سترافقها تدابير ذات طابع أمني أو عسكري. وهم يفعلون ذلك كأن فريق الأكثرية سيتفرج على ما سيقومون به ولن يكون له رد فعل بينما هذه هي الطريقة الأمثل لإطلاق شرارة الفتنة، ولا سيما السنّية ? الشيعية. وتعتبر المصادر القيادية في"المستقبل"أن إطلاق هذه التصريحات في حد ذاته"يؤجج المشاعر، فكيف إذا نُفذت الإجراءات التي يتحدث عنها قياديون معارضون وخصوصاً في حزب الله؟". وترى المصادر نفسها ان"رد الوزير فتفت والمصدر القريب من الحريري على هذه التهديدات، بالتحذير من الفتنة السنّية ? الشيعية هو رسالة الى الجانب الإيراني الذي لا يتوقف عن تأكيد انه لا يريد الفتنة، في وقت يطلق حلفاؤه في بيروت العنان لمواقف تلوّح بإجراءات وتدابير، حتى لو تصدرها حلفاء الحزب، بأن ما يطمئن اليه لجهة رفض الفتنة لا ينطبق على الواقع". وتعتبر المصادر إياها أن"التلويح بالإجراءات من جانب المعارضة سيثير المشاكل على الصعيد الإسلامي ولن يتسبب بها على الصعيد المسيحي ? المسيحي، لأنها ستكون موجهة من فريق إسلامي ضد فريق إسلامي آخر". وتقول مصادر مراقبة إن ثمة مظاهر أخرى لاستمرار تهيؤ بعض الفرقاء لإمكان حصول الفراغ الرئاسي، على رغم تفاؤل بري والحريري بإمكان التوافق على الرئيس العتيد، بدءاً من تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي عن أن لبنان لن يشهد الاستقرار وعن تحديده في تصريحاته في أنقره لمواصفات رئيس الجمهورية وفق مقاييسه، ومن ثم هجوم وزير خارجيته على قادة الأكثرية، إضافة الى دعوة بعض قوى المعارضة الى استبدال فكرة تشكيل حكومة انتقالية بانتخاب رئيس جديد. ويقول بعض المراقبين الحياديين أن الأطراف كافة أخذت تتدارس بوتيرة أكبر، الخطوات التي ستتخذها في حال فشل التوافق على انتخاب الرئيس الجديد إزاء مواصلة الرئيس اميل لحود التلويح بأنه سيلجأ الى خطوة لن تكون تشكيل حكومة برئاسة قائد الجيش العماد ميشال سليمان لأن الأخير رفضها، بل هي خطوة لن يفصح عنها. وتشير مصادر واسعة الاطلاع الى أن خطوة لحود هي البقاء في سدة الرئاسة وعدم تسليمها الى حكومة السنيورة، بحجة قوة الاستمرار في مرفق عام وعدم إحداث فراغ فيه، لكن المسؤولين في المؤسسات الرسمية الأساسية، بما فيها الجيش، وفق المعلومات حول موقفهم من خطوة كهذه، سيعتبرونها غير شرعية وغير دستورية وسيرفضون أي تعد على المؤسسات الرسمية في حال تشكلت حكومة ثانية غير دستورية وسعى مؤيدوها الى السيطرة الى الوزارات. إلا أن هؤلاء المراقبين يشيرون الى أن الدول المعنية بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، من الولاياتالمتحدة الأميركية الى الاتحاد الأوروبي والدول العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية ومصر الأردن بدأت تفكر بالموقف في حال حصول الفراغ. وذكرت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع لپ"الحياة"ان قادة هذه الدول، سيبقون على ضغطهم وجهودهم لإجراء الانتخاب الرئاسي في موعده، من دون تدخل سوري، وبالتوافق، على قاعدة اعتماد نصاب الثلثين لإتمام عملية الانتخاب وانهم قرروا عقد مشاورات وربما لقاءات بينهم اذا اقتربت مهلة الأيام العشرة الأخيرة لانتخاب الرئيس 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، من دون انتخابه، ليقرروا ما سيكون موقفهم من مسألة انتخاب الرئيس بأكثرية النصف +1 في هذه الحال، وكيفية مواجهة تداعيات الفراغ في الرئاسة والحؤول دون الفوضى في لبنان، بسبب هذا الفراغ، وتعذر التسوية.