نفذ انتحاري من أنصار "طالبان" هجوماً بالمتفجرات ضد نقطة تفتيش للشرطة غرب باكستان أمس، ما أسفر عن 15 قتيلاً بينهم 4 من رجال الشرطة، إضافة الى عشرات الجرحى، بعضهم في حال خطرة. تزامن ذلك مع تجاذب حاد في الأزمة السياسية في البلاد، الناجمة عن محاولات المعارضة عرقلة اعادة انتخاب الرئيس برويز مشرف لولاية ثانية، فيما اتهمت إسلام آباد الاستخبارات الهندية بدعم المسلحين المتشددين المناوئين للسلطات الباكستانية. واتهمت الخارجية الباكستانية السلطات الهندية بالتورط بما يحدث في مناطق القبائل، ودعم المسلحين المناوئين لمشرف وحكومته. وتحدثت الناطقة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم إسلام عن معلومات تؤكد ان الاستخبارات الهندية أصبحت ناشطة جداً في الجانب الأفغاني من الحدود، وتعمل لتجنيد عدد من أبناء القبائل الباكستانية للعمل ضد حكومة بلادهم. في غضون ذلك، احبط الحزب الحاكم محاولة نواب المعارضة الاستقالة جماعياً من برلمان بيشاور في محاولة لحله، في إطار مخطط لتقديم استقالات جماعية من البرلمان الفيديرالي والمجالس الإقليمية لنسف نصاب جلسة الانتخابات الرئاسية. واحبط الحزب الحاكم مخطط الاستقالات في بيشاور عبر طرحه الثقة بالحكومة المحلية، ما يمنع رئيس المجلس المحلي من قبول استقالات قبل التصويت على الثقة. ودخلت المحكمة العليا على خط التجاذب مجدداً، بقرارها وقف مدير شرطة إسلام آباد ونائب محافظ العاصمة ونائب قائد شرطتها عن العمل، بعدما حمّلتهم مسؤولية التنكيل بصحافيين ومحامين خلال الاحتجاجات أمام مقر لجنة الانتخابات، لدى موافقتها على ترشح مشرف. وأكدت الداخلية الباكستانية وقف عمل المسؤولين الثلاثة تجاوباً مع قرار المحكمة. واستهدف الهجوم الانتحاري نقطة تفتيش للشرطة في مدينة بنون القريبة من إقليم شمال وزيرستان القبلي. وأعلنت وزارة الداخلية ان الشرطة اشتبهت في شخص تخفّى في زي امرأة واستقل مركبة بثلاث عجلات ريكشا وطاردته. لكن الانتحاري تمكن من الوصول إلى نقطة تفتيش قرب موقف للباصات مكتظ بالمدنيين في بنون، وفجر الشحنة الناسفة التي كانت في حوزته. يذكر ان مدينة بنون شهدت عدداً من الهجمات الصاروخية واشتباكات مع الشرطة والجيش خلال الأسابيع الماضية، بعد اقتحام القوات الباكستانية"المسجد الأحمر"في إسلام آباد حيث كان مسلحون أصوليون يتحصنون، ما أسفر عن قتل واعتقال مئات منهم. وتوعد المسلحون القبليون الموالون ل"طالبان"في مناطق شمال وزيرستان وجنوبها بتكثيف الهجمات على قوات الأمن والجيش الذي يتهمونه بخرق اتفاق سلام بين الجانبين، فيما يتهمهم الجيش باستهداف مراكزه وقواته. وجاء التفجير الانتحاري أمس، غداة هجوم شنته القوات الباكستانية على فندق يستخدمه المسلحون في بلدة مير علي، القريبة من الحدود الأفغانية. وأشار بيان للقوات الباكستانية الى إن عدداً من المقاتلين القبليين قتلوا في هذا الهجوم.