جددت العمليات الانتحارية مأساة باكستان أمس، إذ قتل عشرة ضباط وجرح 15 آخرون في انفجار قنبلة في محيط مركز الشرطة في مدينة بيشاور أمس، في ثاني هجوم انتحاري خلال 24 ساعة، والعاشر في أسبوعين، في المدينة التي وصفها المراقبون بأنها تحولت إلى «فلوجة باكستان». وفي الوقت الذي أكدت مصادر باكستانية أن قوات حركة طالبان تمكنت من اختراق الجيش وقوات الشرطة في المدينة المضطربة، أفاد مصدر باكستاني أمني ل «عكاظ» أن ازدياد التفجيرات الانتحارية يعود لدخول عشرات الانتحاريين إلى المدينة متنكرين في زي رجال الشرطة. ونفى المصدر حدوث أي اختراق أمني من قبل طالبان قائلا: إن معظم التفجيرات الانتحارية جرت خارج أهدافها. وأشارت المصادر إلى أن المسلحين استهدفوا سيارة للشرطة عندما فجروا قنبلة عن بعد، مؤكدة أن السيارة تحطمت بالكامل، كما تحطمت نوافذ الأبنية المجاورة، فيما سمع دوي الانفجار في أرجاء واسعة مما تسبب بذعر لدى المواطنين. وطوقت الشرطة على الفور المنطقة وبدأت عمليات التفتيش عن المنفذين. وتقع بيشاور التي كانت مركزا للمجاهدين العرب إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان، ونقطة الانطلاقة للأفغان العرب شمال غرب باكستان، كما أنها تعتبر البوابة لمنطقة القبائل الباكستانية، والمحاذية للحدود الأفغانية، فضلا عن كونها مركزا لبيع المخدرات والسلاح. إلى ذلك قتل أكثر من 20 مسلحا وجرح سبعة آخرون في هجوم صاروخي شنته طائرة استطلاع مراقبة أمريكية من دون طيارا أمس، قرب منطقة مير علي شمال إقليم وزيرستان القبلي المجاور للحدود الأفغانية. وفي حادث آخر، قتل ثلاثة مسلحين وجرح سبعة آخرون في اشتباكات بين القوات الباكستانية والمسلحين في العملية العسكرية المتواصلة التي تشنها القوات في منطقة لادها الواقعة جنوب وزيرستان. يذكر أن القوات الباكستانية بدأت عملياتها ضد المسلحين الشهر الماضي، وقتل خلال العملية أكثر من 500 مسلح. كما استطاعت القوات أن تدمر مخابئ عديدة للمسلحين وتسيطر على معاقل أساسية لهم. في هذه الأثناء، يجري رئيس الاستخبارات الأمريكي ليون بانيتا زيارة إلى باكستان يلتقي فيها الرئيس آصف زرداي ورئيس حكومته رضا جيلاني وقائد أركان الجيش.