انها روز ماكغوان بطلة حلقات "مسحورات" الناجحة، التي انطلقت إلى سماء النجومية لتصبح ممثلة شهيرة تعتمد أولاً على جاذبيتها الفذة وجمالها الصارخ تاركة جوائز التمثيل لزميلاتها المصرّات على إثبات وجودهن فوق الساحة بطريقة أكثر جدية. ولا شك في أن ماكغوان لا تطمح حالياً إلى منافسة الممثلات الكبيرات اللاتي يفزن بالأوسكار وتفضل اعتماد طريقة الانتشار الواسع حتى ولو كانت الأفلام التي تظهر فيها تنتمي إلى اللون التجاري الخفيف مثل فيلمها الأخير"كوكب الرعب"الذي أخرجه روبرت رودريغيز تلميذ السينمائي كوينتين تارانتينو ومكتشف سلمى حايك في منتصف التسعينات من القرن العشرين. ويحكي الفيلم كيف يقع كوكب الأرض بأكمله في فخ وباء سريع الانتشار يتحول كل من يصاب به مصاص دماء. ولا شك في أن الجمهور المحب لهذا النوع من الأفلام يعثر في هذا العمل على ما يرضيه نظراً إلى المهارة الفائقة التي صُورت بها اللقطات المخيفة ذات المؤثرات المرئية والصوتية الجبارة، ثم المشاهد المبنية على الحركة والقتال. وتؤدي ماكغوان شخصية امرأة تفقد ساقها اليسرى في حادثة وتركب مكانها مدفعاً رشاشاً كي تقضي على كائنات الليل التي تمتص دماء الأحياء. وكانت روز ماكغوان بدأت مشوارها السينمائي في منتصف التسعينات في فيلم مخيف أيضاً عنوانه"صراخ"بدت فيه جميلة وجذابة إلى أبعد حد، إلا ان الفيلم وعلى رغم نجاحه الكبير لم يسمح للفنانة المبتدئة بالعثور على أدوار أخرى، لا في أعمال مشابهة ولا حتى في غيرها من دون أن تعرف ماكغوان السبب. وفجأة طرق التلفزيون بابها وعرض عليها أحد الأدوار الرئيسة في حلقات"مسحورات"كبديلة للممثلة شانون دوهرتي، وسمح المسلسل لماكغوان بالانطلاق على المستوى العريض وإن كان في لون خفيف يعتمد أولاً على مفاتنها. لمناسبة قدوم روز ماكغوان إلى باريس للترويج لفيلم"كوكب الرعب"إلتقتها"الحياة"في هذا الحديث. تؤدين مرة جديدة في فيلم"كوكب الرعب"دوراً يعتمد إلى حد كبير على جاذبيتك حتى وان كنت تضعين مدفعاً رشاشاً مكان ساقك اليسرى، ألا تنوين تغيير هذه العادة؟ - أنا أقبل ما هو معروض علي، صحيح أن جمالي هو أول ما يلاحظه أهل المهنة، من منتجين ومخرجين، وبالتالي لا أحصل على عروض من نوع آخر. من ناحية ثانية أنا في حاجة إلى أن أعمل ولا أرى أي فائدة من وراء الرفض. هل أنت مدركة انك قد لا تحصلين إطلاقاً على أي لون مختلف من العروض طالما أنك تقبلين هذه الأدوار في شكل مستمر؟ - انني واعية بأن الموضوع يشبه الحلقة المفرغة، بمعنى انني إذا وافقت على الأدوار المطروحة أمامي سأتخصص أكثر وأكثر في نوع محدد على حساب غيره، ثم من ناحية ثانية إذا رفضت العمل لن يفيدني موقفي في أي شيء. وما هو الحل في رأيك على المدى الطويل؟ أنت تقصد بعد تقدمي في العمر وفقدان جاذبيتي وبالتالي قدرتي على أداء شخصيات حلوة ومغرية؟ لا يزال الوقت متوافراً أمامك من هذه الناحية، لكن كلامك في محله ولا شك في أن التغيير إذا حدث لا بد من أن يتم قبل فوات الأوان؟ - في الحقيقة بدأت أغير في نوعية أدواري على رغم كون الجمهور لا يلاحظ هذا التعديل بعد ويركز انتباهه على جاذبيتي وحسب، والذي حدث هو انني بعدما كنت أمثل الأدوار الجادة المبنية على الإغراء، كما فعلت في"صراخ"وأيضاً إلى حد ما في حلقات"مسحورات"، أصبحت الآن أشارك في أفلام مرحة إلى حد ما تسخر من المواقف المثيرة في السينما وتقدمها من خلال نظرة خفيفة بل كوميدية بطريقة معينة. فإذا أخذنا في الاعتبار الدور الذي أمثله في"كوكب الرعب"نلاحظ أن الجمهور يبتسم بل يضحك عندما يراني أكافح الأشرار بساقي الاصطناعية التي يخرج منها الرصاص. ومهما كانت هذه المشاهد مصورة ومركبة بطريقة مثيرة ومخيفة، فهي في نهاية الأمر تضحك وتسلي أكثر من أي شيء آخر. وهذا أيضاً ما حدث في فيلمي السابق"مضاد للموت"من إخراج كوينتين تارانتينو، فأنا أؤدي فيه دور امرأة تركب سيارة بصحبة رجل مجهول عرض عليها أن يوصلها في الليل إلى منزلها في ضاحية بعيدة وشبه مهجورة، لكنه يعذبها ويضربها ويجرحها طوال المشوار إلى أن يقتلها في النهاية. والحبكة في حد ذاتها درامية ومخيفة طبعاً، ولكن الفيلم كله يعتمد السخرية من الأعمال السينمائية التي تعالج هذا النوع من المواقف بجدية تامة، وبالتالي يخرج المتفرج من صالة العرض في حال من البهجة وليس من الخوف. وما أفكر فيه وأتمناه لنفسي في المستقبل هو لفت الانتباه إلى قدراتي التمثيلية، لا سيما الفكاهية من خلال مثل هذه الأدوار، ثم الانتقال منها إلى أدوار كوميدية من نوع آخر من دون أن يكون لجاذبيتي دور في الأمر أو على الأقل ليس بالطريقة نفسها. التلفزيون هو أول من فتح أمامك باب الشهرة، فهل تنوين الاستمرار فيه؟ أم أن السينما قد حلت مكانه نهائياً في حياتك المهنية؟ - اشتهرتُ فعلاً من خلال مسلسل"مسحورات"حيث كان دوري مبنياً من الألف إلى الياء على جاذبيتي وطريقتي في ارتداء فساتيني وماكياجي، وشاركت أيضاً في أعمال أخرى للشاشة الصغيرة قبل أن تستدعيني السينما مرة ثانية وبعد مضي عشر سنوات على فيلمي"صراخ". الشاشة الكبيرة تستهويني حالياً أكثر فأكثر، وطالما انني أعثر على إمكانات لإشباع رغباتي السينمائية فإنني لا أفكر إطلاقاً في العودة إلى أي نشاط تلفزيوني. ربما أنني سأغير رأيي إذا وقعت على سيناريو تلفزيوني يغريني ويتضمن الحسنات التي تحلم بها أي ممثلة من حيث جمال القصة وقوة الدور المطروح. أنت تديرين رؤوس المتفرجين، في السينما والتلفزيون، ولكن ما هو سر حفاظك على هذا الجمال الصارخ؟ - لا أدري إذا كنت فعلاً أتمتع بجمال صارخ، لكنني أحافظ على نعومة بشرتي بطريقة سهلة تتلخص في النوم ثماني ساعات كل ليلة والتقليل من السهرات خارج المنزل وعيش حياة هادئة إلى حد ما. هذا كل ما في الأمر. هل يعني كلامك أنك تحرمين نفسك من التمتع بملذات الحياة لمجرد الحفاظ على حلاوتك؟ - أنا بطبيعتي لا أميل إلى حياة صاخبة وبالتالي لا أعتبر نفسي أضحي بشيء مهم حتى أبقى على ما أنا عليه من حيث المظهر، ومن ناحية ثانية لست محرومة من كل شيء، فأنا أرى أصدقائي وأخرج وأسهر في إطار المعقول خصوصاً إذا كنت أعمل في صباح اليوم التالي، غير أننا مع روبرتو رودريغيز مخرج فيلم"كوكب الرعب"وشريك حياة روز ماكغوان حالياً نستهوي السهرات المنزلية أمام شاشة التلفزيون، وأنا أعتذر إذا بدا كلامي أكثر من غريب بالنسبة إلى ممثلة سينمائية صاعدة. هل تؤمنين بالجراحة التجميلية وبضرورتها بالنسبة إلى المرأة خصوصاً في ميدان الفن؟ - نعم أعتقد حقيقة بأن الفنانة الاستعراضية في الزمن الراهن، مهما كانت جميلة أساساً، لا تستطيع تجاهل المزايا التي قد تقدمها لها الجراحة التجميلية أو على الأقل تعبئة الوجنتين والشفتين بمادة الكولاجين منعاً لظهور التجاعيد. والمرأة الشابة حالها حال الوردة تذبل بسرعة، واسمح لي بلفت انتباهك إلى كون الممثلات وعارضات الأزياء والمغنيات الشهيرات لا يشبهن في الواقع اليومي ما نراه منهن فوق أغلفة المجلات، فالصور تخضع لعمليات"رتوش"يتم من خلالها محو عيوب الجلد وكل التجاعيد فوق البشرة، وإن كانت طفيفة أصلاً. وإذا كانت الصورة ترمز إلى طبيعة الفنانة من دون تعديل فيعني الأمر أن صاحبة الشأن هي التي خضعت سلفاً إلى"رتوش"، وأقصد أن الجمال الطبيعي لا محل له في عالمنا الآن، على الأقل ليس في ميدان الفن الاستعراضي. ما هي الصفات التي تفضلينها عند الرجل؟ - ألا يخاف مني لأنني فنانة معروفة وهذا ما يحدث في أغلب الأحيان، فأنا أتعرف إلى رجل وأراه لا يدري كيف يواجهني أو يتكلم معي أو يضحك معي ببساطة، ذلك أن صورتي كامرأة مثيرة تمارس مهنة مبنية على جاذبيتها لا تفارق ذهن الرجال، فكيف يتسنى لي أن أبني مع أحدهم علاقة وطيدة وقوية في ما بعد؟ لكنني عثرت في روبرتو على الرجل الذكي القادر على التفرقة بيني شخصياً كامرأة وبين العمل الذي أمارسه. ومن أهم الصفات التي تعجبني لدى الرجل أيضاً روح الفكاهة والبساطة، وأنا مع روبرتو سعيدة إلى أبعد حد في كل هذه الجوانب. ولمناسبة الكلام عن الرجل فهل أنت مخلصة في الحب؟ - نعم أنا مثل أي امرأة شابة أتمتع بدرجة لا بأس بها من الرومانسية، ومخلصة جداً في الحب وأيضاً في الصداقة. ألا تعتقدين بأن صورتك الفنية تلعب ضدك في ما يخص كلامك هذا؟ - طبعاً لذلك كان لا بد لي من أن ألتقي الرجل الذي لا يتوقف عند الصورة أو المظاهر أو كلام الجرائد والمجلات ويعطيني من وقته ما هو ضروري حتى أثبت له من أنا في الحقيقة، وهنا كمنت الصعوبة مثلما ذكرته من قبل. هل أنت مقتنعة بأن المرأة المعاصرة رومانسية وتحلم بالفارس الشجاع؟ - أجل، ومتأكدة كلياً من كلامي، لكن الذي يحدث هو أن المرأة تجد نفسها في موقع يرغمها، إذا أرادت، على اقتحام ميدان العمل إلى جانب الرجل، على أن تتجاهل رومانسيتها وتتقمص شخصية غير شخصيتها حتى تبدو شجاعة وقاتلة إلى حد ما وإلا وجدت الطريق مسدوداً في وجهها. صدقني إذا قلت لك ان الرجل هو المسؤول الأول عن فقدان المرأة جوهر هويتها في هذا الزمن لأنه لا يؤمن بقوة الرومانسية إطلاقاً وينظر إلى أي امرأة تبرز مثل هذه الصفة على أنها ضعيفة ويمكن سحقها بسهولة. بنيتِ شهرتك على الإغراء مما لا يسهل على الجمهور تصديقك من هذه الناحية؟ - لا أنكر انني وقفت مجردة من ثيابي أمام عدسات كبار المصورين، لكنني لم أظهر بتاتاً في أوضاع خلاعية أو في لقطات سينمائية جريئة أكثر من اللازم. وكم عمرك؟ - 34 سنة.