أبدى الرئيس فلاديمير بوتين ثقته بأن سيد الكرملين المقبل سيحافظ على النهج الحالي للحكم، ويواصل برامج التنمية والإصلاح. وشدد على ان تعزيز القدرات العسكرية سيستمر لمواجهة"أفكار تراود رؤوساً ساخنة"في الغرب، تحاول الاستيلاء على الاحتياطات النفطية لروسيا، في إشارة مبطنة الى أميركا. وشن هجوماً عنيفاً على سياسة واشنطن في العراق، معتبراً ان"الاحتلال لا يمكن ان يدوم الى الأبد"، وداعياً الى تحديد موعد للانسحاب الأميركي. وركز بوتين في حديث تلفزيوني على الهواء مباشرة رد خلاله بوتين على أسئلة المواطنين، على أوضاع المؤسسة العسكرية وبرامج تعزيز قدرات روسيا الدفاعية، مستغلا المناسبة للحديث عن تجربة إطلاق صاروخ استراتيجي عابر للقارات من طراز"توبول"نفذتها موسكو أمس، ليعلن ان بلاده"لا تعمل لإنتاج أجيال حديثة من الصواريخ الاستراتيجية فحسب، بل أيضاً لتطوير أنظمة جديدة بالكامل". وتعهد تطوير قاذفات"توبوليف"الإستراتيجية، مجدداً تحذير بلاده من تصميم واشنطن على مواصلة مشروعها لنشر الدرع الصاروخية في أوروبا، ومؤكداً ان موسكو"سترد على هذه الخطوة بالمثل". وأعلن ان روسيا لن تكتفي بتطوير ما يسمى"الثالوث النووي"الصواريخ والقاذفات الإستراتيجية والغواصات القادرة على حمل أسلحة نووية، بل ستهتم كذلك بأنواع أخرى من الأسلحة. وتعهد مواصلة تطوير القدرات العسكرية ضمن برنامج يكتمل عام 2015. الى ذلك، هاجم بوتين بعنف"بعض الرؤوس الساخنة في الغرب التي تسيطر عليها أفكار عن كيفية الوصول إلى احتياطات روسيا النفطية، بما في ذلك منطقة سيبيريا الشرقية". لكنه شدد على ان روسيا ليست العراق، وتملك القوة الكافية للدفاع عن مصالحها. وشن هجوماً عنيفاً على سياسة الولاياتالمتحدة في العراق، معتبراً ان أحد الاهداف الأساسية للحرب"السيطرة على احتياطاته النفطية". واعتبر ان الوجود العسكري الأجنبي في العراق وأفغانستان بات يشكل"ثقلاً مادياً وسياسياً بالنسبة الى كثير من الدول، خصوصاً في أوروبا". ودعا الى"ضرورة تحديد جدول زمني"للانسحاب من العراق لدفع بغداد الى الإسراع في تطوير القوات المسلحة وأجهزة حفظ النظام والقانون. وشدد على ان موسكووطهران"شريكان مهمان جداً". بوتين واولمرت واجرى بوتين لاحقا محادثات في الكرملين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت تركزت على البرنامج النووي الايراني وملف التسوية في المنطقة. وذكرت مصادر روسية ان زيارة اولمرت هدفت الى اقناع الكرملين بضرورة تشديد العقوبات على الايرانيين. واستهل بوتين اللقاء الذي جرى الجزء الاعظم منه خلف ابواب مغلقة، بالحديث عن الموضوع الايراني، مشيرا الى ان موسكو"تدرك مدى قلق اسرائيل بسبب الوضع الخاص بالبرنامج النووي لطهران"، ومضيفا انه"سيوضح نتائج زيارته لرئيس الوزراء". وافادت جهات روسية ان زيارة اولمرت المفاجئة التي تأتي بعد يومين على زيارة بوتين لطهران، تندرج ضمن تحرك اسرائيلي واسع لضمان حشد تأييد دولي لتشديد العقوبات على الايرانيين، في اشارة الى ان اولمرت سيزور الاحد باريس والثلثاء لندن، وان وزيرة خارجيته تسيبي ليفني ستقوم الاسبوع المقبل بزيارة للصين للغرض نفسه. ولم يستبعد البعض في موسكو ان يكون اولمرت"سعى الى اقناع بوتين بحتمية الضربة العسكرية في حال لم توقف طهران نشاطها النووي"، وهو امر اعتبرت مصادر روسية انه"محكوم بالفشل"لأن واشنطن وعواصم غربية اخرى فشلت في تغيير وجهة النظر الروسية التي ترى انه لا توجد ادلة على توجه عسكري لبرامج ايران النووية. من جانب آخر، لفت مصدر ديبلوماسي الى ان تل ابيب"مهتمة بمعرفة ما اذا تمت مناقشة مسألة الاسلحة الروسية الصنع التي تقول اسرائيل انها تصل الى حزب الله عن طريق ايران وسورية"خلال زيارة بوتين لطهران، اضافة الى معلومات عن الجنود الاسرائيليين الاسرى لدى"حزب الله"و"حماس". وافاد المصدر ان محادثات بوتين واولمرت تطرقت الى الغارة الاسرائيلية على سورية، في حين توقع الإسرائيليون أن يطالب اولمرت موسكو بإلغاء صفقة الصواريخ المضادة للطائرات التي أبرمتها مع سورية.