الرغبة تفضي الى الإبداع، اذ يدفع الشغف بأمر ما الإنسان الى تجيير طاقاته في سبيله. هكذا هو المخرج اللبناني الشاب جوليان أشقر الذي استطاع أن يجمع اكبر مجموعة من آلات التصوير القديمة والإسطوانات النادرة في مشوار بدأ من طريق الصدفة البحتة! جوليان الشاب الثلاثيني الذي تخصصّ في الإخراج المسرحي والسينمائي، ساقه ولعه بعالم الكاميرات الى دراسة فنّ التصوير حيث أسسّ مختبراً لتظهير افلام السينما وكان من المختبرات الفريدة في لبنان والعالم العربي، وبرع في مجالي تصوير الإعلانات والفيديو - كليبات. ويضم متحفه آلات تصوير"عفا عليها الزمن"عمل على اصلاحها وابتكار سبل تجمع بين فن التصوير الميكانيكي الكلاسيكي والتصوير الرقمي المتطور DigitaL . لطالما زار أشقر الأسواق الشعبية التي تنتشر في المناطق اللبنانية لا سيّما سوق الأحد الذي يقام كلّ اسبوع في بيروت لإشباع شغفه بكلّ شيء قديم فهو الى جانب ولعه بالكاميرات، يهتم أيضاً بجمع الاسطوانات النادرة مجموعته تضم 7000 اسطوانة والصناديق المزخرفة وأجهزة راديو وتلفزيون تعود للأربعينات وهي متعددة الطرازات. بدأ أشقر مشواره عام 1997 عندما ابتاع كاميرا Super 8 من احد المحلات المخصصة لبيع القطع القديمة وعمل على ترميمها وإصلاحها بجهد فردي، ونمت هوايته حتى أمست لديه مجموعة تزيد على 100 كاميرا متنوعة بدءاً بكاميرات الجيب، الى الكاميرات الكلاسيكية لهواة التصوير، وكاميرات التصوير المحترف، وصولاً الى كاميرات مخرجي السينما والتي تحتوي غطاء قماشياً أسود يدخل المصوّر رأسه فيه أثناء التصوير، الى كاميرا الأكورديون المميّزة. ويعتزّ أشقر باقتناء كاميرا سينمائية نادرة mm 16 تحمل عدسات Sterioscopie ثلاثية الأبعاد تعود الى العقد السادس من القرن الماضي ولم ينتج منها عالمياً سوى خمس قطع نظراً الى تعذّر تسويقها في ذلك الوقت. وتكمن أهميتها في أن عدستها مزدوجة وبالتالي يمكنها التقاط صورتين تدمجان تلقائياً على شاكلة صورة واحدة ويمكننا مشاهدتها عبر نظّارة خاصة تظهر فيها الأبعاد الثلاثية للصورة في شكل سينمائي متحرّك. واللافت في مجموعته الفريدة أن آلات التصوير صالحة للاستعمال حيث عمل على ترميمها وإصلاحها بنفسه الى أن غدت جاهزة للاستخدام، حتى أن بعضها يستخدم في تصوير الفيديو - كليب والأفلام الوثائقية المحترفة. ومن خلال دراساته السينمائية وخبرته في إصلاح الكاميرات تمكّن من تحقيق بعض الإنجازات ومنها: - صوت آلة العرض: المعروف أن شاشات العرض السينمائية Projecteurs من طراز 8mm وmm 16 لا يصدر منها الصوت المرافق للصورة بل يكون عبر شريط رفيع ينتج منه صوت متواضع وغير مضخّم Hyper لذا يربط جوليان الشاشة وآلة العرض بجهاز كومبيوتر عبر شفرة زمنية Time Code وبالتالي فإن الصوت ينطلق من الكومبيوتر بطريقة رقمية متطورة وبمواصفات عالية بفضل الشفرة الزمنية. - تحويل الأفلام الى فيديو: الفرق كبير بين تظهير الفيلم السينمائي الذي يمرّ بسرعة 24 مشهداً في الثانية الواحدة بواسطة آلة العرض وبين فيلم الفيديو بحيث يحتوي على لاقط يجعل الصورة إشارة كهرومغناطيسية مشفّرة على شريط فيديو Cassette. وبما أن افلام السينما القديمة لا يمكن مشاهدتها عبر جهاز الفيديو إلا تحويلها الى كاسيت وبكلفة عالية، ابتكر أشقر آلة"تيليسينما"مرتبطة بالتكنولوجيا الرقمية تحوّل الأفلام السينمائية القديمة الى أشرطة فيديو أو أقراص مدمجة D.V.D. بجودة عالمية صوتاً وصورة.