قرر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، زيارة إيران. وهذه أول زيارة عمل لرئيس روسي الى طهران. وتتزامن الزيارة مع انعقاد قمة حوض قزوين. وفي نيسان أبريل 2002، عقدت هذه القمة في عشق أباد، ولم تسفر عن نتيجة. ولكن هل تخبئ القمة الحالية مفاجآت؟ والحق ان إيران تحظى، اليوم، باهتمام المجتمع الدولي، وخصوصاً اوروبا والولاياتالمتحدة. وشدد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في أثناء زيارته موسكو، على أهمية زيارة الرئيس الروسي المقبلة طهران. وجليّ أن إيران تؤدي، حالياً، أحد الأدوار الأساسية في السياسة الإقليمية الروسية. ولم تصطدم، تاريخياً، المصالح الروسية مع المصالح الايرانية. فهذه المصالح تكمل بعضها في القوقاز، وفي منطقة حوض قزوين، وفي آسيا الوسطى. وهذا التكامل في المصالح يحمل إيران على اعتبار روسيا حليفاً استراتيجياً لها، في حين تفضل روسيا الكلام على"شراكة إستراتيجية في الإطار الإقليمي". ولا شك في ان إيران توسعت اقتصادياً بآسيا الوسطى، منطقة النفوذ الروسية السابقة. وعلى روسيا أن تقبل هذا النفوذ الاقتصادي. فهو يلجم نفوذ الولاياتالمتحدة وتركيا والصين معاً. وعلينا أن نقبل شراكة إيران الاستراتيجية"الصعبة"، ومن العسير التنبؤ بتصرفات البلد، في بعض الأحيان. ومن المتوقع ان يتطرق الرئيس بوتين، في أثناء الزيارة، الى موضوع المحطة الكهربائية الذرية في مفاعل بوشهر. فروسيا تؤجل إكمال بناء هذه المحطة من عام إلى عام. وضم الرئيس بوتين رئيس وكالة الطاقة الذرية الروسية، سيرغي كيريينكو، الى الوفد الروسي. وزيارة هذا الاخير طهران هي في مثابة هدية للإيرانيين. ومن المفترض ان يكون الرئيس الروسي ضامن تنفيذ وعود رئيس الوكالة الروسية في مسألة موعد تشغيل محطة بوشهر. وقد يبحث الجانب الروسي تخصيب اليورانيوم المشترك مع ايران على الأراضي الروسية. ولا شك في ان الموضوع الرئيسي في قمة الدول المطلة على بحر قزوين هو مناقشة وضع بحر قزوين القانوني. فإيران هي الدولة الوحيدة التي تشاطر موقف روسيا في مسألة جوهرية، وهي تحديد وضع بحر قزوين القانوني، والحؤول دون بسط الدول غير المطلة على البحر نفوذها في حوض قزوين. عن بيوتر غونتشاروف، "نوفوستي" الروسية، 15/10/2007 پ