أعلن احمد القيعي الذي يقدم برنامجاً اذاعياً يطرح اسئلة دينية في محطة "بور اف ام" التي تملك شعبية كبيرة لدى ابناء المهاجرين من شمال افريقيا الذين ولدوا في فرنسا، ان برنامجه الذي يستمع اليه نحو نصف مليون شخص يومياً فتح عينيه على جهل متفش بالاسلام بين مسلمي فرنسا. وقال:"اكتشفت وجود هوة كبيرة بين ما تقدمه وسائل الاعلام والمدارس عن الدين، وعما يبحث عنه الناس، ما يجعلهم يستمعون الى اشخاص ليس لديهم ثقافة او علم او خبرة. وذلك امر خطر". وأكد القيعي انه خصص برنامجه للامور الدينية في شهر رمضان المبارك رغبة منه في مناقشة افكار مهمة، لكن مستمعيه يواصلون طرح اسئلة عن تفاصيل صغيرة تتعلق بإمكان وضع عطر في رمضان، او استخدام جيل للشعر. وعزت امرأة شاركت في البرنامج طرح اسئلة عن كيفية تطبيق الاسلام الى"عدم وجود من يعلمنا ديننا". واضافت:"آباؤنا غير متعلمين، لذا ترى اناساً لا يعلمون كيفية الصلاة او ما يجب عمله في رمضان". وتابعت:"وقع شقيقي المراهق تحت تأثير واعظ سلفي، وقال لأبي غير المتعلم ان صلاته بالاسلام غير صحيحة". وتعيش في فرنسا أكبر جالية مسلمة في اوروبا وعدد كبير من المفكرين المسلمين المحليين والاجانب وخبراء في شؤون العالم الاسلامي، لكن الجهل يسود المناطق الفقيرة التي تقطنها غالبية مسلمي البلاد. ولم يتلقَّ معظم الائمة في فرنسا وعددهم 1200 تدريباً رسمياً، ولا يتحدث نحو ثلثهم الفرنسية. وقال الامام عبد الحق الدوق الذي شارك في برنامج القيعي"لا يعلم مسلمو فرنسا دينهم، لذا يحاول كل شخص ان يفهم الدين بأي وسيلة". ويقلق فرنسا نقص الائمة المدربين ومعلمي الدين، لأن ذلك يسمح لأئمة غير مؤهلين بعرض آراء متخلفة او متطرفة باعتبارها الاسلام الحق من دون اعتراض الحاضرين، فيما يحرّم الفصل القانوني بين الكنيسة والدولة الحكومة من تقديم مساعدة مباشرة للجالية المسلمة التي لا يتوافر لديها مدارس وتمويل لتخريج رجال دين مثقفين عكس المسيحيين واليهود. وباشر مسجد باريس الكبير والمعهد الكاثوليكي في العاصمة برنامجاً دراسياً مشتركاً لحوالى 30 طالباً يطمحون للعمل بصفة أئمة. وهم يتلقون التدريب الديني في المسجد ويدرسون القانون الفرنسي والعلوم السياسية في المعهد الكاثوليكي الخاص.