في السنوات الماضية، سُلطت الأضواء على أفريقيا. فهي محط اهتمام القوى الاستعمارية السابقة والولاياتالمتحدة والدول الناشئة مثل الصينوالهندوالبرازيل، على حد سواء. وبعد انقضاء السنوات الأولى على تحررها من الاستعمار، وطي صفحة الاضطراب الأمني، عرفت أفريقيا استقراراً اجتماعياً وسياسياً، وانتشرت فيها الديموقراطية، وانتعش قطاع الأعمال. ويستقطب مخزون الدول الافريقية من الموارد الطبيعية، مثل النفط واليورانيوم والفحم، المستثمرين الأجانب، في وقت شحت الموارد الطبيعية في بعض مناطق العالم، وتعذر استخراجها في مناطق أخرى. ولا شك في أنّ بواعث الدول الكبرى على حل أزمة دارفور في السودان لا تقتصر على بواعث انسانية لانقاذ السودانيين السود والفقراء الذين يضطهدهم إخوانهم البيض. فعمليات التطهير العرقي كشفت مساعي نظام الخرطوم الى طرد سكان دارفور السود الافارقة من أرضهم، والى توطين سودانيين عرب مكانهم. وأرادت الحكومة وضع اليد على موارد النفط والبوكسيت صخر يستخرج منه الالومنيوم المهمة، في حين تحاول الصين والقوى الغربية ان تكون ابرز شركاء السودان أو دارفور التجارية. ويقف شركاء افريقيا الأوروبيون التقليديون، وعلاقاتهم السياسية قديمة بأفريقيا، موقف المتفرج، وينظرون بقلق الى تهافت الصين وأميركا على القارة. وقد يفقد هؤلاء الأوروبيون مكانتهم في افريقيا إذا لم يتوخوا الحذر. وحصة الهنود - الباكستانيين من المعاملات التجارية الافريقية كبيرة. ويعود نفوذهم التجاري في ساحل خليج غينيا، وخصوصاً في نيجيرياوبنين وتوغو وغانا، الى العقود السابقة. واحتكر الهنود - الباكستانيون، الى وقت قريب، قطاع النسيج في هذه البقعة من العالم. ولكن الصينيين ينافسون، اليوم، الهنود ? الباكستانيين في القطاع هذا، منافسة قاسية. وقد يفوز الصينيون في هذه المنافسة. فالحكومة الصينية تدعم التجارة الصينية. وهي أبرمت اتفاقات شراكة مع الدول الأفريقية، وتعهدت تشييد مراكز تجارية في هذه الدول. والحق ان الهنود والباكستانيين، وهم من أهم الجاليات في نيجيريا، وغيرها من الدول على الساحل الأفريقي الغربي، برعوا في تنويع مجالات أعمالهم. فإلى احتكار سوق الاقمشة، عمل الهنود والباكستانيون في قطاع تصدير الكاكاو والكاريته مادة دهنية تستخرج من اشجار افريقية والكاجو وغيرها من المنتجات الإستوائية. ولم يبخل هؤلاء في الاستثمار بأفريقيا. وتنامى نفوذ الصين، وعينها على الموارد النفطية، في القارة الافريقية. وهي تنافس، اليوم، الولاياتالمتحدة وفرنسا على استمالة الحكومات الافريقية. وأبرز فصول هذه المنافسة هي الحرب الدابة بين هذه الدول للسيطرة على عمليات استخراج اليورانيوم بالنيجر. ويقابل تكتم الهند على أنشطتها في قطاع المناجم، جهر البرازيل بأعمالها. فهذا البلد أرسى نفوذه في أنغولاوغينيا بيساو، وهو يبسط نفوذه على القارة. وعرضت البرازيل على الدول الافريقية نقل تكنولوجيا إنتاج المحروقات الاحيائية إليها. وأبرمت دولة بنين، والتلوث فيها بلغ عتبة تثير مخاوف جدية، عدداً من الاتفاقات لانتاج وقود"خضراء". ودعا رئيس بنين، بوني يايي، نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا، الى تبوؤ منصب عرّاب نهوض بنين الاقتصادي. ولا شك في ان قدرة أفريقيا على حمل دول العالم على خطب ودها هي مرآة حاجة القارات الأخرى الى موارد القارة القديمة. عن سيرج فيليكس نبينيكوا، "لا غازيت دو غولف" البينينية، 19/9/2007