من المتوقع أن تسعى بعض الدول الأفريقية إلى إعادة التفاوض مع الصين بشأن مدفوعات الديون المستحقة عليها لمساعدة اقتصاداتها التي تضررت جراء هبوط أسعار النفط والسلع الأولية، لكنها لن تتجاهل عروض العملاق الآسيوي بتقديم قروض جديدة خلال قمة تعقد هذا الأسبوع. وستسعى الدول الأفريقية لجذب مزيد من الاستثمارات الصينية إلى المصانع التي تنتج للتصدير وإلى مشروعات الطرق والسكك الحديد في قارة ينظر إليها منذ فترة طويلة كمصدر رئيس للسلع الأولية والطاقة التي تحتاجها الصين. وتواجه الشركات الصينية المملوكة للدولة التي تعمل في أفريقيا انتقادات لاستخدامها العمالة الصينية في المشروعات التي تمولها الحكومة مثل الطرق والمستشفيات، بينما تقوم باستنزاف الموارد تاركة القليل للاقتصادات المحلية وهي الصورة الذهنية التي تريد بكين تغييرها خلال منتدى التعاون الصيني الأفريقي في جوهانسبرغ يومي الثالث والرابع من كانون الأول (ديسمبر). وسيزور الرئيس الصيني شي جين بينغ زيمبابوي في الأول والثاني من كانون الأول (ديسمبر) ثم جنوب أفريقيا في الثاني والثالث من الشهر نفسه، قبل أن يشارك في رئاسة المؤتمر بجنوب أفريقيا أكبر بلد صناعي في القارة والذي من المنتظر أن يحضره قادة دول أفريقية عدة. ويتوقع الخبراء أن تتقدم الصين بمقترحات تجارية وأن تعرض تقديم قروض جديدة للقارة على رغم تباطؤ اقتصادها. والصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا وبلغ حجم التجارة بين الجانبين 220 بليون دولار في العام 2014 بحسب وكالة أنباء "شينخوا الصينية" الرسمية. وتشير تقديرات "بي.ام.آي" للبحوث التي مقرها لندن، إلى أن استثمارات الصين في أفريقيا بلغت 32.4 بليون دولار في نهاية العام الماضي. وعرضت الصين قروضا لأفريقيا بقيمة 32 بليون دولار في العامين الأخيرين لكن هناك مخاوف من أن القارة لا تستفيد من تطوير المهارات أو تقنية العملاق الاقتصادي الآسيوي رغم تعهد الصين بتدريب الآلاف من الطلاب الأفارقة وزيادة نقل التكنولوجيا. وقال نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ الأسبوع الماضي إن بكين ستواصل تقديم الدعم والقروض لأفريقيا التي تورد النفط والمواد الخام مثل النحاس واليورانيوم لثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويرى الأفارقة في العلاقات مع الصين مصدرا لتوازن مهم مع النفوذ الغربي، لكن الحكومات الغربية تتهم الصين بغض الطرف عن الصراعات وانتهاكات الحقوق في القارة. ويرى البعض أيضا تغيرا في اتجاه الاستثمارات الصينية في المستقبل. فللصين استثمارات متنوعة في أفريقيا من بينها محطات كهرباء في زيمبابوي، وصفقات تجارية مع مصر، ومناجم كوبلت في الكونغو، وخطوط حديدية في شرق أفريقيا، ومشروعات للبنية التحتية في غينيا الاستوائية. لكن الاستثمارات الصينية المباشرة في أفريقيا هبطت نحو 40 في المئة في النصف الأول من العام 2015 إلى 1.19 بليون دولار حسبما أعلنته وزارة التجارة الصينية في 17 تشرين الثاني (نوفمبر).